في استمرار لردود فعل حزب الله اللبناني، الغاضبة، اتجاه قرار السعودية بوقف المساعدات عن الجيش وقوى الأمن اللبناني، قال نبيل قاووق، القيادي و نائب رئيس المجلس التنفيذي في جماعة حزب الله إن النظام السعودي هو الذي تراجع عن هبته للجيش اللبناني، فما معنى أن يتراجع الواهب عن هبته؟ مضيفا أن السعودية تريد ابتزاز القرار اللبناني و"لكننا لا نُباع أو نُشترى ولن نركع على أعتاب الملوك" على حد قوله . ولفت حزب الله عبر مختلف منابره النظر الى ان انتهاء عهد المساعدات السعودية لن يشكل نهاية العالم، خاصة مع تواجد دول أخرى يمكنها دعم البلاد بدون أي شروط مسبقة أو لاحقة. وأضاف نفس المتحدث أن النظام السعودي و"إن كان قادرا على أن يشتري إرادات وقرارات عواصم كبرى في العالم، فإنه لن يستطيع أن يغير هوية الجيش اللبناني، ولا هوية لبنان، أو أن يشتري إرادة اللبنانيين، لأن أشرف الناس ورثوا عن آبائهم وأجدادهم أن الكرامات قبل المكرمات، حسب تصريحات نقلها موقع ألمنار التابع للحزب. وأشار القيادي ذاته إلى ان لبنان لن تسمح بان يساوم على كرامتها، وان اللبنانيين لا يُباعون أو ويشترون وان كرامتهم غالية، ونحن بغنى عن سلاح السعودية لتحرير أرضنا وحماية وطننا ". فيما كان قد قال مصدر مسؤول، في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس)، إن المملكة العربية السعودية لطالما عرفت منذ تاريخها القديم بدعمها للدول العربية والإسلامية. وحظيت الجمهورية اللبنانية بنصيب وافرا من هذا الدعم والمساندة، ثم إن السعودية وقفت إلى جانب لبنان في مراحل صعبة وساندته، كما هو متعارف عليه لدى جميع اللبنانيين. وآخر ذلك ما أعلنته من دعم للجيش اللبناني وقوات الأمن الداخلي حرصا منها على ما يحقق أمن لبنان الشقيق واستقراره ويحافظ على سيادته". وترجع الرياض، سبب إيقافها للمساعدات التي تقدمها لتسليح الجيش وقوات الأمن الداخلي إلى مواقف لبنان المناهضة للمملكة في المحافل العربية والدولية، مستدلة بما حصل في مجلس الجامعة العربية ،وفي منظمة التعاون الإسلامي، بعدم إدانة الاعتداءات التي تعرضت لها البعثات السعودية في إيران. وتشير مصادر إلى أنه على ضوء هذه الأحداث كان لابد للمملكة من أن" تراجع علاقاتها مع الجمهورية اللبنانية، بما يتناسب مع هذه المواقف ويحمي مصالح السعودية. هذه المراجعة التي خرجت بقرارات إيقاف المساعدات المقدمة لتسليح الجيش اللبناني، وقدرها ثلاثة مليارات دولار، وإيقاف ما تبقى من مساعدة المملكة المقررة بمليار دولار مخصصة لقوى الأمن الداخلي اللبناني. وفي تصريح له ل"العلم"، قال المحلل السياسي محمد بودن إن الموقف السعودي هو خطوة تم من خلالها سحب الثقة من الجيش اللبناني، وأنه موقف جاء ليرسل إشارة واضحة تتعلق بالالتزام كعملية سياسية متكاملة. مضيفا أن السعودية تعلن بكل بساطة أنها لن تقبل بأن تتحول لبنان بأموالها وسلاحها إلى منصة إطلاق صواريخ ومواقف ضدها. كما أن السعودية حسب نفس المحلل، لم تعد تقبل بمن يؤيد مواقفها لفظيا ثم ينتظر منها أن تتحرك في الميدان اللبناني، وأن الدعم السعودي سيكون رهينا في المستقبل باتخاذ خطوات واضحة وعدم الاكتفاء بالدعم الشفهي. ويمكن ربط هذا القرار، بخروج لبنان عن الاجتماع العربي، وذلك عبر امتناعها عن التصويت على قرار يدين الاعتداءات على سفارة المملكة السعودية في طهران والقنصلية العامة في مشهد بإيران. ويرى بودن أن القرار السعودي هو بمثابة عقاب جماعي للبنان التعددية. وبالموازاة مع ذلك كان وزير العدل أللبناني اللواء أشرف ريفي،قد قدم ألأحد استقالته من الحكومة، وذلك بسبب ما أسماه "التعطيل الذي فرضه حزب ألله.