دعت السيدة نزهة بوشارب، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، اليوم السبت بميدلت، إلى تضافر جهود المنظومة الإقليمية والمحلية من أجل تحقيق الأهداف الكبرى لخطة إقلاع القطاع. وقالت السيدة بوشارب، خلال لقاء تواصلي خصص لعرض تقدم تنفيذ مختلف المشاريع بميادين التعمير والإسكان، وكذا تثمين ورد الاعتبار للقصور والقصبات على مستوى إقليم ميدلت، بحضور عامل الإقليم السيد مصطفى النوحي، إن تحقيق الأهداف الكبرى لخطة إقلاع القطاع لن يتأتى إلا بتضافر جهود المنظومة الإقليمية والمحلية وفق مقاربة تجمع بين اليقظة والابتكار والعمل الاستشرافي وتحويل الإكراهات إلى إمكانيات في إطار خطة إقلاع متكاملة محورها الالتقائية وتوحيد الجهود. وأكدت أن الوزارة حرصت على تعميم التغطية بوثائق التعمير، حيث وصلت إلى 100 في المائة على مستوى الإقليم، مما يعتبر محفزا للاستثمار العقاري والصناعي والتجاري والسياحي وتوفير فرص الشغل، مبرزة أن هذا العمل القيم يعكس المجهودات المبذولة من طرف الوكالة الحضرية الرشيدية-ميدلت في إطار المنظومة الإقليمية في ميدان التخطيط الحضري. وأضافت أنه تم اعتماد بوابة جغرافية مكنت من نشر 13 وثيقة للتعمير مصادق عليها بإقليم ميدلت، وسيتم العمل على مواصلة هذا المجهود من خلال نشر أربع وثائق أخرى خلال سنة 2021 لتكون رهن إشارة المهنيين والمواطنين على حد سواء. وأوضحت السيدة بوشارب أنه تمت مواصلة معالجة الملفات العالقة لمشاريع ذات قيمة استثمارية، مشيرة إلى أنه تمت معالجة 57 ملفا بإقليم ميدلت، حظيت 17 منها بالموافقة وناهز مبلغ الاستثمار 97 مليون درهم مع خلق 200 منصب شغل. وفيما يتعلق بمجال الإسكان وسياسة المدينة، أكدت السيدة بوشارب أن الوزارة عملت على فتح العديد من الأوراش على مستوى مختلف مراكز الإقليم، وذلك بتبنيها مجموعة من البرامج السكنية الطموحة، تتمثل في برنامج التأهيل الحضري في إطار سياسة المدينة وبرنامج تكثيف وتنويع العرض السكني ورد الاعتبار للأنسجة العتيقة. وأوضحت أن برنامج التأهيل الحضري وإعادة هيكلة الأحياء الناقصة التجهيز مكن من التدخل في حواضر إقليم ميدلت ومنطقة الريش، عبر التوقيع على ثلاث اتفاقيات رصدت من خلالها مساهمة بمبلغ 79.23 مليون درهم قصد تجويد مشهديهما الحضري وتحسين ظروف عيش نحو 11 ألف و300 أسرة. كما أن هذه الوزارة وفي إطار دعمها لبرنامج تكثيف وتنويع العرض السكني، عملت على تعبئة وتهيئة نحو 114 هكتارا لإنتاج نحو 3481 بقعة أرضية سكنية من مختلف الأصناف باستثمار ناهز 494.36 مليون درهم. وأبرزت أنه وعيا منها بالأهمية التي لا زالت تكتسيها القصور والقصبات كتراث معماري عريق يجسد عبقرية الإنسان المغربي في التكيف مع مجاله، وتنفيذا للتوجيهات الملكية السامية الداعية إلى وجوب الحفاظ على التراث المادي واللامادي والتاريخي والثقافي، فضلا عن تحسين ظروف عيش الساكنة بربوع المملكة، فقد أولت الوزارة عناية خاصة بهذه الأنسجة إلى جانب تلك المتعلقة بالمدن العتيقة. وذكرت أن الوزارة تقوم حاليا، وبشراكة مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، بتنفيذ برنامج نموذجي يروم تثمين ثلاثة قصور في إقليم ميدلت، موزعة على ثلاث جماعات ترابية تأوي 740 نسمة، وذلك باستثمار إجمالي قدره 17 مليون درهم، بتمويل كلي من طرف الوزارة. وأضافت أن الأشغال المنجزة شملت ترميم المنازل الآهلة والمهددة بالانهيار، فضلا عن الأماكن العمومية من ممرات وأزقة وساحات، وترميم الأبراج والأسوار، علاوة على إنجاز شبكات الماء الصالح للشرب والصرف الصحي. وأكدت أنه تمت دعوة المسؤولين بالوزارة إلى اعتماد نماذج جديدة في التسيير مبنية على المبادرة، والتناسق، والابتكار، الإلتقائية والعمل المشترك والإصغاء أكثر لحاجيات المجالات، وكذا اعتماد آليات التقييم والتتبع بغية تحسين وتجويد الخدمة العمومية. من جهته، أكد عامل إقليم ميدلت، السيد مصطفى النوحي، أن وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة شريك متميز بالنسبة للسلطات المحلية وفاعل هام في تنفيذ الاستراتيجية الحكومية للتنمية السوسيو-اقتصادية والبرامج الهادفة إلى تشجيع الاستثمار وتعزيز جاذبية جهات المملكة. وأضاف أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب تدبيرا جيدا وحكامة فاعلة لتطوير مخططات العمل وتنفيذها وتتبعها وتقييمها، داعيا الفاعلين المحليين المعنيين إلى المساهمة في إغناء برامج الوزارة التي تستهدف إقليم ميدلت. وشكل هذا اللقاء، الذي حضره أيضا رؤساء العديد من الجماعات الترابية بالإقليم ومسؤولين محليين آخرين، مناسبة لمناقشة مختلف المشاكل المطروحة في مجالات الإسكان والتعمير والمخطط الإقليمي. وتميز الاجتماع بتوقيع ثلاث اتفاقيات شراكة وتمويل تتعلق ببرنامج التأهيل الحضري لمدينة ميدلت في إطار سياسة المدينة (الشطر الثاني) 2020-2022، وإتمام برنامج ترميم قصر زاوية سيدي حمزة وتهيئة الطريق المؤدية إليه في إطار برنامج التنمية المستدامة للقصور والقصبات، واتفاقية تمويل إنجاز دراسة تصميم التهيئة لمركز بومية. وجرى أيضا التوقيع على اتفاقية شراكة رابعة حول المساعدة المعمارية بالعالم القروي على مستوى إقليم ميدلت.