دعت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، نزهة بوشارب، الجمعة بوارزازات، إلى إقلاع "آمن وسريع" لقطاع البناء والتعمير. وقالت الوزيرة، خلال لقاء حول الاقلاع بقطاع التعمير والبناء، "إن كل الفاعلين في هذا المجال، والتقنيين والسياسيين والمهنيين، مدعوون إلى المساهمة في بلورة رؤية تمكن من إقلاع "آمن وسريع ومستعجل" يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل جهة. وذكرت السيدة بوشارب بأن هذا القطاع يخلق فرص عمل كبيرة ويوفر فرصا استثمارية هامة، مشيرة إلى أن الوزارة تعمل حاليا ضمن رؤية جديدة على المساواة بين الوسط الحضري والقروي من أجل جعل القرى فضاءات لاستقرار، مشيرة إلى أن هذه الرؤية تراهن أيضا على الطبقة الوسطى من حيث برامج الإسكان . وأكدت بوشارب أن هذا اللقاء المنعقد بورزازات مع مختلف الفاعلين المعنيين يهدف إلى التفكير في سبل بلورة الرؤية الجديدة للوزارة على مستوى الإقليم، وجعل قطاع الإسكان والتعمير رافعة للاقتصاد على مستوى هذا الإقليم والجهة ككل. وأضافت أن هذا اللقاء يروم أيضا دعم الجهود والبرامج التنموية وذلك تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية لجلالة الملك محمد السادس. وأكدت بوشارب أن اللقاء يأتي أيضا في إطار مواكبة الجهود والمبادرات الهادفة إلى الحفاظ على التراث المادي واللامادي للمملكة وتعزيزه، والذي تشكل القصور والقصبات بإقليمورزازات أحد مكوناته الأساسية. وقالت الوزيرة "إن تثمين القصور والقصبات له دور كبير في الإقلاع، وذلك باعتبارها رافعة قادرة على توفير فرص الشغل وإحداث مشاريع سياحية تعكس الهوية المغربية الأصيلة، بل يشكل أيضا فرصة جديدة للنهوض والتعافي من جديد بالنسبة للصناع الذي تضرروا بفعل جائحة كورونا". وفي هذا الصدد، أبرزت الوزيرة أن الظرفية الصعبة الناجمة عن انتشار كوفيد-19، ألحقت ضررا بالقطاع كباقي القطاعات، غير أنه -تضيف الوزيرة بفضل مجهودات الوزارة وتجند كل أطرها وكفاءاتها، مركزيا وجهويا وإقليميا ومحليا، وكذا بفضل التشاور مع كل المهنيين في إطار روح المواطنة والتضامن، تم التكيف والتأقلم مع الوضعية، وبلورة خطة مكنت في أوج الأزمة الصحية و فترة الحجر الصحي من الحفاظ على 30 في المائة من الأنشطة. وأضافت قائلة "بالرغم من صعوبة الظرفية وإكراهاتها غير المسبوقة، فقد كانت فرصة لاستخلاص الدروس، حيث تبين من خلالها أهمية، بل وضرورة استعمال التكنولوجيات الحديثة للاتصال من أجل رقمنة الخدمات وتقريبها من المواطنين، وتبسيط المساطر وتحسين نجاعة المرفق العمومي". وتمت الإشارة خلال اللقاء إلى أن قطاع إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة يتموقع في قلب وجوهر السياسات العمومية، باعتباره قطاعا حيويا له أثر اقتصادي واجتماعي. فهو يمثل 6 في المائة من الناتج الداخلي الخام، كما يشغل مليون شخص من اليد العاملة، ويساهم في انتعاش وترويج 80 في المائة من المعدات الصناعية، علاوة على ارتباطه المباشر بأنشطة مهنية أخرى كالإنعاش العقاري، والهندسة المعمارية والتوثيق، في حين أن دوره الاجتماعي يتمثل في تحقيق الحق الدستوري. وقدمت بوشارب، في نفس الوقت، عرضا حول الإجراءات التي اتخذتها وزارتها للنهوض بقطاع الإسكان، وخاصة فيما يتعلق بدعم العرض والطلب والاستثمار ، وتعزيز فرص العمل، وكذا تبسيط الإجراءات الإدارية. من جهته، أكد عامل إقليمورزازات، عبد الرزاق المنصوري، أن هذا اللقاء سيساهم بشكل فعال في تعبئة كل الشركاء والفاعلين المعنيين بهذا القطاع. وأضاف أن إقليمورزازات يتمتع بإمكانيات كبيرة ويشهد زخما كبيرا بعدة قطاعات، من بينها قطاع البناء، مشيرا إلى أن هناك بعض الاكراهات يتعين التغلب عليها، والتحديات التي يجب مواجهتها من خلال الذكاء الجماعي. وتوج هذا اللقاء بتوقيع اتفاقيتي شراكة تتعلقان على التوالي بالتأهيل الحضري لمدينة ورزازات، وتمويل مشاريع الإدماج الاقتصادي، وتقوية القدرات على مستوى قصبة تاوريرت. وتم توقيع هاتين الاتفاقيتين من طرف وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، نزهة بوشارب، وعامل إقليمورزازات، عبد الرزاق المنصوري، ورئيس المجلس الإقليمي، سعيد أفروخ، ورئيس مجلس الجماعة الترابية لورزازات، عبد الرحمن الدريسي.