أشعلت دعوة عبد العالي حمي الدين المستشار البرلماني و القيادي في حزب العدالة و التنمية ، إلى انتخاب قيادة جديدة للحزب ، حرباً داخل البيجدي الذي يقود الحكومة. حمي الدين ، و في الملتقى السادس عشر لشبيبة العدالة و التنمية ، وجه انتقادات لاذعة إلى حكومة العثماني ، معتبراً أن الولاية الحكومية الثانية التي يقودها حزب العدالة و التنمية انطلقت في ملابسات مختلفة ، و عرفت فيها البلاد مجموعة من الإشكاليات و التجاوزات و الإنتهاكات على حد قوله. و اعتبر حمي الدين أن حصيلة الحكومة الحالية هي محصلة اختيارات و تقديرات تتحمل فيها الهيئات التقريرية للحزب المسؤولية بشكل جماعي ، مضيفاً بالقول : " إذا تطلب الأمر تصحيح مايلزم ولو بعقد مؤتمر وطني استثنائي فيجب أن نكون جاهزين لذلك". القيادي في البيجيدي ، أكد أنه يجب إعطاء دفعة قوية لمسار الحزب خلال المرحلة القادمة ، معتبراً أنه لا يمكن أن يكون لحزب العدالة و التنمية دور مؤثر في الحياة السياسية المغربية إلا إذا كان حزباً قوياً موحداً بقيادة قوية و بمستوى عالي من الوضوح السياسي و الإلتزام الوطني ، في إشارة واضحة إلى ضعف قيادة العثماني. عبد العالي حامي الدين و في حديث لوكالة سبوتنيك الروسية ، قال إن الأمر مرتبط بالحاجة إلى تقييم تجربة حزب العدالة والتنمية في التسيير الحكومي. وأضاف ، أنه إذا كانت الولاية الأولى التي قادها بنكيران أسفرت عن حصيلة إيجابية، تأكدت بفعل استحقاقين متتابعين "الانتخابات البلدية ل 4 شتنبر 2015 والانتخابات التشريعية ل 7 أكتوبر 2016، حيث عبر الشعب المغربي بشكل واضح عن دعمه للتجربة ، فإن الولاية الثانية، التي قاد فيها الحزب والحكومة سعد الدين العثماني، تحتاج للتقييم بشكل منفصل عن التجربة الأولى، نظرا لاختلاف السياقات التي جاءت فيها والظروف التي اشتغلت فيها. مصدر حزبي كشف أن خرجات حمي الدين الأخيرة غير بريئة ، و أزعجت كثيرا الأمين العام للحزب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، مشددا على أن مقترحه أربك قواعد الحزب وأثار نقاشا داخليا قبيل موعد الاستحقاقات. من جهة أخرى كشفت مصادر لRue20.Com ، أن العثماني وعد قيادات في الحزب ووزراء سابقين بمناصب عمداء كبرى و ذلك لتطويق شرارة الغضب المشتعلة داخل الحزب ، و على رأسهم محمد نجيب بوليف الذي تلقى ضمانات من العثماني لتولي عمدة مدينة طنجة ، بالإضافة لخالد البوقرعي و أمينة ماء العينين. و ذكرت ذات المصادر ، أن العثماني و مقربيه استبعدوا وجوهاً بارزة في الحزب كانت لها إلى الأمد القريب كلمة مسموعة ، ومنها خالد الرحموني و بلال التليدي الذين أصبحوا منبوذين و غير مرحب بهم في ملتقيات الحزب و شبيبته. يشار إلى أن الأمين العام للحزب سعد الدين العثماني ، وجه انتقادات لاذعة لأعضاء في حزبه متهماً إياهم بالسب و القذف عبر مواقع التواصل الإجتماعي. العثماني وخلال كلمة له في الجلسة الافتتاحية للملتقى الوطني السادس عشر لشبيبة العدالة والتنمية، قال أن أعضاء في الحزب تتهجم عليه شخصياً و على قيادة الحزب و تنتقص منها بالسب و الشتم. العثماني ، اعتبر أن حرية الرأي داخل حزبه لا تعني حرية التهجم و السب و الإنتقاص ، مخاطباً أعضاء شبيبة البيجيدي بالقول : " أريد أن تكون تعليقاتكم و آرائكم و انتقاداتكم منصفة و منطقية و ليست مسيئة".