تعيش فئة كبيرة من المغاربة، في سياق الأزمة التي تمر منها البلاد، على وقع أزمة مادية خانقة بسبب تداعيات التوقف الاضطراري، التي فرضتها التدابير الاحترازية لمواجهة فروس كورونا، والتي مست بالأساس القطاعات الغير المهيكلة و التي تضم عددا كبيرا من المستخدمين العزاب العيلين لآلاف الأسر بمختلف مناطق المغرب. وتأتي المقاهي على والمطاعم ومحلات بيع المأكولات السريعة، على رأس القطاعات التي تضررت بفعل الجائحة، بالرغم من استئناف العمل، بعد تخفيف تدابير الحجر الصحي، حيث لازال عدد كبير من ‘'السربايا'' العزاب يعانون أزمة مالية خانقة، بفعل تسريح أغلبيتهم من العمل، و الابقاء على اخرين بأجور انخفضت الى أكثر من النصف في الظرفية الحالية، مع التدابير التي فرضها السلطات من أجل العودة لاستئناف العمل. وفي ذات السياق، أكد محمد، مستخدم بأحد المقاهي بمدينة الرباط، على أن ‘'السربايا'' يعانون في صمت، في الفترة الحالية، بسبب عدم استفادة أغلبيتهم من دعم ‘'صندوق مكافحة كورونا'' و ذلك لأسباب أرجعها المتحدث، لكون الاستفادة تشمل أرباب الأسر. وأضاف ذات المتحدث في تصريحه لمنبرنا، أن ‘'الجائحة'' فرضت على أرباب المقاهي تقليص عدد المستخدمين، مما أدخل العديد منهم لعطالة اجبارية، علما أن الأجر الذي كانوا يتلقونه في الأيام العادية لا يتجاوز 60 درهم في اليوم و الراتب الشهري لا يتعدي 1800 درهم في غالبية الأحيان، و الرهان يكون على ‘'البورفوار'' الذي يقدمه الزبناء، الا أن التوقف عن العمل و التدابير الاحترازية التي فرضت بسبب الجائحة، قلت من عدد رواد المقاهي، و بذلك تقلصت بشكل كبير دراهم ‘'البورفوار''. و شدد ذات المتحدث، على أن الوضعية التي يعيشها حوالي مليون و نص مغربي الذين يشتغلون في ميدان ‘'تاسربايت'' صعبة، علما أن الغالبية القصوى غير مصرح بها بصندوق الضمان الاجتماعي، و المطالبة بهذا الحق، شبه منعدم بسبب الوضعية الهشة للمستخدمين و قلة فرص الاشتغال، مما يفرض عليهم الصمت و التأقلم مع الأزمة التي أتت في سياق تميز بتزامنه مع عطل الصيف و شهر رمضان و عيد الأضحى المبارك.