قال الكاتب و المحلل السياسي المغربي إدريس الكنبوري ، أنه من المهم أن يحظى رجل من طينة عبد الرحمان اليوسفي رحمه الله بإشادة الكثيرين، متسائلا عن سر هذه الكاريزما. الكنبوري و في مقال نشره على فايسبوك ، اضاف ان الجواب بسيط للغاية وهو الصمت. و اعتبر الكنبوري ان اليوسفي عاش صامتا منذ خرج من الحكومة قبل 18 سنة حتى "المذكرات" التي كتبها وهلل لها الكثيرون لا جديد فيها، لأنه أبى أن يكشف الكثير مما يعرفه. و ذكر ان اليوسفي حول مساره السياسي كله إلى كتلة من الصمت، واليوم بعد كل هذا العمر والرحيل الكلام الوحيد الذي سيقال هو كلام الناس عنه، أما اليوسفي رحمه الله فقد اختفى وراء موجة الإشادة والعبارات التي لن تغير وجه الواقع السياسي. " إنها للأسف معضلة العمل السياسي في المغرب، فرجل السياسة بعد طول عمر لا يكتب مذكراته، وإذا كتبها يكتبها بكثير من الانتقائية، حتى حول واقعه السياسي نفسه لأن لا أحد يطلب منه كشف ما هو أعلى، لكن على الأقل الشفافية والتوثيق فيما يتعلق بالمشهد السياسي" يقول الكنبوري. و اشار الى ان العصر الحالي يتحدث فيه الجميع عن الذاكرة، لكن في الواقع لا شيء، لذلك نكرر أخطاء غبية ونعيد أنفسنا بشكل مثير للسخرية، ويتناوب علينا الخلف الذي يكرر ما فعل السلف يقول الكنبوري. و اعتبر ان " العمل السياسي في المغرب موبوء ويسير بطريقة غير عقلانية وفيه الكثير من غير الأخلاقي، مثل الدسائس والمؤامرات والكولسة، وربما أشياء أخرى، وبعضهم يعرف عن بعضهم ما يعرف بعضهم أن بعضهم يعرفه عن بعضهم، لذلك لا يستطيع أحد أن يكتب مذكراته إلا إذا كانت مليئة بالكذب، كما فعل الكثيرون دون ذكر الأسماء". وزاد بالقول :" وهذا خلاف ما يوجد في أوروبا، حيث الشفافية والقانون والديمقراطية، وإذا كتبوا مذكراتهم يعرفون أنهم يكتبون ما رآه الآخرون تحت نور الشمس وأضواء الشارع. وأنا أعتقد أن تسجيل المذكرات مقياس حقيقي للديمقراطية والكلمة الحرة في أي مجتمع".