أدى اليوم الخميس الرئيس الموريتاني المنتخب محمد ولد الغزواني، اليمين الدستورية، رئيسًا للبلاد، بعد انتخابه، في شهر يونيو الماضي، بنسبة 52%، ليكون بذلك عاشر رئيس يحكم موريتانيا منذ استقلالها. المغرب شارك بوفد رسمي تزعمه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الى جانب حضور أفريقي وازن لعدد من رؤساء بلدان القارة الافريقية و وزراء وكبار المسؤولين الممثلين لدول أوربية والصين و الولاياتالمتحدة. و يترقب المتتبعون، فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين الرباط ونواكشوط، بعد انتخاب ولد الغزواني المقرب من الرباط، حيث سبق للمملكة بشكل غير مباشر أن وضعت رهن إشارة قيادات في حملة الرئيس الجديد، طائرة خاصة للتنقل من والى المغرب لحضور مهرجان بالصحراء المغربية. و يرى المتتبعون أن ولد الغزواني، مُطالبٌ بإعطاء إشارات واضحة حول نوعية العلاقات التي يريدها مع الجار الشمالي، وهي العلاقات التي سيستفيد منها الطرفين، خاصة الجانب الموريتاني وتوقع تدفق استثمارات مغربية هامة على منوال دول جنوب الصحراء التي تعرف علاقات الرباط معها مستوى غير مسبوق من التعاون والاستثمار. كل هذا، سيكون حافزاً كبيراً ورسائل مباشرة للقصر في الرباط، الذي لطالما عبر عن رغبته في تمتين وتطوير العلاقات مع الجارة موريتانيا فيً رسائل التهاني، وهو ما سُيمهد لزيارة تاريخية لعاهل البلاد الى الجارة الجنوبية و رفع مستوى العلاقات من الجمود الى الحيوية و تنشيط اقتصاد بلدين جارين يجمعهما الكثير. ولد الغزواني، الذي ترعرع وسط الجيش الموريتاني يعلم جيداً أن أي إشارة تجاه الرباط، خارج الاعلان الواضح للموقف من مغربية الصحراء وسيادة المغرب على أراضيه، لن يكون مفيداً وذي جدوى وسيجعل العلاقات بنفس البرود وإن لم نقل الجمود بنظيرتها مع الجارة الشرقية الجزائر. و كان ولد الغزواني، أحد الأصوات التي سبق لها أن دعت الى علاقات متينة مع الرباط.