الظاهر أن كل الاحتمالات باتت مطروحة لتشكيل مجالس المدن والجهات، بعد الاجتماع الذي عقدته أحزاب الأغلبية ليلة أمس الاثنين للحسم في رئاسة بعض المجالس. حزب العدالة والتنمية، الذي تمكن من حصد عدد كبير من المقاعد في عدة مدن وجهات، وبسط سيطرته في غالبية المجالس، قد يجد نفسه مضطرا للتحالف مع أحزاب أخرى من خارج التحالف الحكومي للوصول لقيادة هذه المجالس. قيادات الPJD ،خرجوا غاضبين بعد الاجتماع الذي عقد ليلة أمس، وذلك إثر تعرضهم لما أسموه محاولة "ابتزاز"، من طرف حليفهم الاستراتيجي حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي طالب برئاسة بعض مجالس المدن بالرغم من كون حزب العدالة والتنمية قد حصل فيها على مقاعد تفوق مقاعده ،كما هو الحال في مدينة تطوان. وأثار هذا الأمر غضب الأمين العام لحزب “العدالة والتنمية ” عبد الإله بنكيران، الذي أصدر بلاغا مؤكدا من خلاله “عدم استبعاد إمكانية التحالف مع باقي الأحزاب الوطنية الراغبة في ذلك”، وهي إشارة مبطنة لزعيم حزب الأحرار صلاح الدين مزوار. ومن شأن بيان رئيس الحكومة الأخير، أن يعيد ترتيب الأوراق ونسج تحالفات جديدة، ذلك أن الحزب لا يقبل سحب البساط من تحت قدميه بهذه الطريقة، ما يعني إمكانية بحثه عن أحزاب أخرى للتحالف معها وعلى رأسها حزب “الاصالة والمعاصرة”، الذي يعد بمثابة خط أحمر لديه،وكذا ما صرح به مؤخرا نائب الأمين العام إلياس العماري من كون البام لن يتحالف مع الPJD لكن الأخير سيكون أمامه اختيار التحالف مع المعارضة عوض التعرض للابتزاز من طرف حلفائه بالحكومة. الأمر لم يقتصر على حزب الأحرار، بل تعداه إلى باقي أحزاب الأغلبية حيث عبرت مجموعة من قيادات هاته الأحزاب عن تفاجئها من البلاغ الصادر عن حزب العدالة والتنمية، والذي تحدث عن “عدم استبعاد إمكانية التحالف مع باقي الأحزاب الوطنية الراغبة في ذلك”. الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية نبيل بنعبد الله ، بدا بدوره غاضبا وهو يخرج من لقاء الاغلبية أمس الإثنين ، حيث رفض التعليق على الخلاف الذي طفى للسطح بين الPJD والأحرار بخصوص تسيير بعض المدن والجهات. بن عبد الله وفي تصريح صحفي ،عبر عن تفاجئه من مضامين بيان حزب العدالة والتنمية، خصوصا حين تحدث عن امكانية التحالف مع أحزاب أخرى، وهو الأمر الذي دفعه للقول إن “هذا الكلام يعني عمليا أنه لم يعد هناك اتفاق بين الأغلبية”. من جهته أكد رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أنه ” لا علم له بما ورد في بلاغ حزب العدالة والتنمية، رافضا التعليق على ما جاء فيه. بدوره، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية امحند العنصر، نفى علمه بييان الPJD ، مشيرا أن الأغلبية الحكومية ستعقد مساء اليوم الثلاثاء اجتماعا آخر للتداول والتشاور في توزيع المدن والجهات. حزب العدالة والتنمية، يبدو أنه يتجه نحو تهديد حلفائه ،بعدما أحس أنه يتعرض لما أسمته قيادات الPJD بالإبتزاز من طرف الأغلبية ،وهو الأمر الذي سيؤدي إلى خلط الأوراق و بانشقاق التحالف.