نفذت التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد-جهة الشرق، الأربعاء 06 مارس الجاري، وقفة إحتجاجية بشارع الزرقطوني بوجدة، وسط حضور عدد كبير من الأساتذة المتعاقدين والهيئات النقابية والحقوقية. ويأتي تنفيذ الوقفة الاحتجاجية بالشارع العام، بعد أن حاصرت عناصر القوات العمومية ساحت 9 يوليوز التي كان مقررا أن يلتئم فيها الأساتذة المتعاقدين. ورفع الاساتذة شعارات قوية تندد بما وصفوه ب”التدخل الأمني العنيف”، بالإضافة الى رفع شعارات أخرى تدعو إلى إدماجهم في سلك الوظيفة العمومية، والمطالبة برحيل رئيس الحكومة ووزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي. وأكد المحتجون في تصريحاتهم لموقع rue20.com، أن معركتهم الاحتجاجية مستمرة، وانهم لن يعودوا الى الاقسام الى حين تحقيق مطالبهم التي وصفوها ب”العادلة والمشروعة”، في حين عبروا عن اعتذارهم لأباء وأولياء التلاميذ، داعين إياهم الى الالتفاف حول مطالبهم والوقوف الى جانبهم. وعرفت الوقفة الاحتجاجية، إنزالا أمنيا مكثفا لمختلف المصالح الأمنية، في حين لم يسجل أي تدخل أمني، إذ إكتفت مصالح الامن بتتبع الشكل الاحتجاجي عن كثب درء الاي انفلات أمني. كما عرفت حضور عدد كبير من النقابين الذين آزروا الأساتذة المفروض عليهم التعاقد، في حين عبروا عن إدانتهم للتدخل الأمني الذي تعرضوا له في مختلف المدن المغربية. وتوجت الوقفة الاحتجاجية، بمسيرة شارك فيه عدد كبير من الأساتذة، إذ يتواجدون في هذه الاثناء أمام المحطة الطرقية بوجدة، حيث تمت محاصرتهم من قبل عناصر القوات العمومية، وقطعت الطريقة في وجههم، من أجل عدم السماح لهم بالاستمرار في المسيرة التي ينوون تنفذيها في إتجاه ولاية جهة الشرق. وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه ان تتجاوب الوزارة الوصية مع مطالب الأساتذة المتعاقدين، قال سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية و التعليم العالي و البحث العالي، إن الحكومة لن تتراجع عن التعاقد في التعليم معتبراً إياه خياراً استراتيجياً. و أضاف أمزازي في ندوة صحفية عقدها بمقر وزارة التعليم بالرباط ، أن الحكومة المنصرمة و الحالية استطاعتا توفير 70 ألف منصب شغل في قطاع التعليم خلال 3 سنوات عن طريق اعتماد نظام التعاقد ، في ظل العدد الكبير من الاساتذة المحالين على التقاعد ما بين 2013 و 2016. وأكد المتحدث أن نسبة الأساتذة المتعاقدين الذين وقعوا على "ملحق العقد" لحد الآن وصلت إلى 50 في المائة ، مؤكداً أنهم سيتلقون أجورهم و يمكن لهم المشاركة في امتحان الكفاءة المهنية. و في تعليقه على احتجاج و تعنيف الأساتذة أمس الثلاثاء بمختلف المدن المغربية قال سعيد أمزازي، أن " الإحتجاجات لم تكن راقية بالشكل المطلوب. واعتبر المسؤول الحكومي أنه لن يتحاور مع التنسيقية الوطنية للأساتذة "الذين فرض عليهم التعاقد"، مشدداً على أن لقاءاته تتم مع النقابات الأكثر تمثيلية في قطاع التعليم. ومن جهتها، دعت الكونفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب، الوزارة الوصية إلى ضرورة صيانة مصالح وحقوق كل الأطراف المعنية بالشأن التعليمي بما يسمح بتهيئة الظروف الملائمة لعملية تعليمية تعلمية ذات جودة ومردودية، والإسراع بإيجاد حل مرض للجميع يجنب تلامذتنا ضياع زمن مدرسي ثمين ويعفي وضعنا التربوي من أزمة إضافية، هذا دون أن نؤكد من جديد على أن الإصلاح المنشود لمنظومتنا التربوية لا يمكن أن يتحقق دون إيلاء الأهمية القصوى لموضوع الموارد البشرية.