أعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، السبت، استعداد بلاده العمل من أجل تعزيز وتطوير التعاون مع المغرب. جاء ذلك في برقية بعث بها للعاهل المغربي الملك محمد السادس، بمناسبة احتفال المملكة المغربية الأحد بذكرى عيد الاستقلال الموافق ال 18 من نوفمبر/تشرين ثاني. وأضاف ولد عبد العزيز، في برقيته التي نشرتها وكالة الأنباء الموريتانية: “أجدد لجلالتكم حرصنا على مواصلة العمل من أجل تعزيز وتطوير علاقات الأخوة والتعاون المتميزة التي تربط موريتانيا والمغرب بما يحقق المصالح المشتركة لشعبينا الشقيقين”. والسبت الماضي أيضًا، رحبت موريتانيا بدعوة العاهل المغربي لفتح “حوار صريح وصادق” مع الجزائر، من أجل إنهاء حالة الخلاف بين البلدين. وأدّى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، مطلع نوفمبر الجاري، زيارة إلى نواكشوط، سلّم خلالها رسالة للرئيس الموريتاني من العاهل المغربي. ويرى متابعون أن تبادل التهاني والزيارات بين مسؤولي البلدين، دليل على عودة الدفء لعلاقاتها الثنائية. وتشهد العلاقة بين الرباطونواكشوط التي توصف بالمعقدة، صعودا وهبوطا، بسبب تباين مواقف العاصمتين من بعض القضايا الإقليمية خصوصًا فيما يتعلق بملف إقليم الصحراء. وتؤكد موريتانيا أن موقفها من النزاع في الصحراء، موقف حيادي يهدف في الأساس للعمل من أجل إيجاد حل سلمي للقضية يجنب المنطقة خطر التصعيد. لكن استقبال مسؤول من جبهة “البوليساريو” بقصر الرئاسة في نواكشوط من حين لآخر يذكي الخلاف مع الرباط التي تصر على أحقيتها في الصحراء، وتقترح كحل حكماً ذاتياً موسعاً، تحت سيادتها، بينما تطالب “البوليساريو” بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة. وبدأت قضية الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول النزاع بين المغرب و”البوليساريو” من جهة، وبين هذه الأخيرة وموريتانيا من جهة ثانية إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1979 مع موريتانيا، التي انسحبت من إقليم وادي الذهب، قبل أن تدخل إليه القوات المغربية. بينما توقف النزاع المسلح مع المغرب عام 1991، بعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.