تأهل المنتخب المغربي لنهائي بطولة أمم افريقيا للاعبين المحليين، التي يحتضنها المغرب من 13 يناير الجاري إلى 4 فبراير المقبل، بعد فوزه على نظيره الليبي بثلاثة أهداف لواحد ، في المباراة التي جمعت بينهما اليوم الاربعاء على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء برسم دور نصف النهاية. و افتتتح المنتخب المغربي حصة التسجيل في الدقيقة 73 من عمر المباراة بواسطة المهاجم أيوب الكعبي ،قبل أن يعادل المنتخب الليبي الكفة في الدقيقة 86 عن طريق اللاعب عبد الرحمن رمضان خليفة ، وليعود الهداف أيوب الكعبي ليهز الشباك في الدقيقة 96 بعد الاحتكام الى الشوطين الاضافين ، و يضيف اللاعب المتألق وليد الكرتي الهدف الثالث في الدقيقة 117 على اثر ضربة جزاء واضحة . ويلتقي أسود الأطلس في المبارة النهاية مع الفائز في اللقاء الذي سيجمع مساء اليوم الاربعاء بمراكش بين منتخبي نيجريا و السودان . و انتهت الجولة الاولى من المباراة التي حضرها جمهور يقدر ب36 الف متفرج بالتعادل السلبي صفر لمثله . و اتسمت الدقائق الاولى من المباراة ،التي شهدت ندية كبيرة بالحيطة والحدر من قبل الفريقين مع اعتماد العناصر الليبية الحراسة اللصيقة على المهاجم الاوسط أيوب الكعبي و غلق الممرات أمام الجانحين اسماعيل الحداد وأشرف بن الشرقي . ومارس عناصر المنتخب المغربي بعد ذلك ضغطا متقدما على حاملي الكرة ,وخلقوا ما يعرف التعددية الرقمية على المستطيل الأخضر ،حيث تمكنوا من خلال ذلك استرجاع الكرة بسرعة ، والقيام بهجمات كادت أن تتمر هدفا في حدود الدقيقة الثلاثة بعد توغل جيد للاعب أشرف بن الشرقي ليمرر الكرة لزميله و ليد الكرتي الذي رفعها عن الحارس عبد الله نشنوش بلمسىة بديعة الا ان المدافع المعتصم مسعود صبو حال دون معانقتها الشباك . و اعتمد المنتخب المغربي على بناء الهجمات ،عن طريق تمريرات قصيرة تنطلق من الخلف ، قابلها عناصر المنتخب الليبي بهجومات مرتدة خاطفة، أخطرها جاءت في الدقيقة 13 بعد سوء تفاهم بين رجل الوسط صلاح الدين السعيدي و المدافع الاوسط جواد اليميق. و شهدت الدقيقة 24 فرصة حقيقية للمنتخب المغربي بعد ضربة خطئ جانبية نفدها أشرف بن الشرقي ، التقطها رجل الوسط صلاح الدين السعيدي بضربة رأسية بديعة ردتها العارضة ،لتعود الى المهاجم ايوب الكعبي الذي لم يحسن استغلالها ، لينتهي الشوط الأول على إيقاع البياض . و عرف الشوط الثاني من المباراة انتفاضة لعناصر المنتخب المغربي خاصة بعد دخول الجناح الطائر زكريا حدراف في مكان أشرف بن الشرقي ، حيث ضخ نفسا جديدا في خط الهجوم المغربي ، و ساهم الى جانب المتألق وليد الكرتي في خلق متاعب جمة للدفاع الليبي. وهكذا ،توالت الهجمات المنظمة للعناصر الوطنية ،وتوجت بهدف جميل في الدقيقة 73 من عمر المباراة بعد توغل جيد لحدراف الذي مرر كرة عرضية انبرى لها المهاجم الهداف أيوب الكعبي بضربة راسية بديعة عجز الحارس الليبي عن التصدي لها . و بعد أن ظن الجميع أن المباراة تتجه في وقتها القانوني لفائدة النخبة الوطنية ، يرتكب حارس المرمي المغربي أنس الزنيتي خطئا فادحا بعد أن حاول مراوغة اللاعب عبد الرحمن رمضان خليفة الا أن هذا الأخير انتزع منه الكرة و سجل هدف التعادل في الدقيقة 81 ليحتكم بعد ذلك الفريقين الى الشوط الاضافيين . ومع توالي مجريات اللعب في الشوط الاضافي الاول ، لوحظ نقص في المخزون البدني للاعبين الليبييين ،و هو ما استغله اللاعبون المغاربة لممارسة ضغط كبير على مرمى الحارس نشنوش ،حيث عاد المهاجم أيوب الكعبي للتهديف مرة أخرى في الدقيقة 96 مستغلا كرة غير مسارها المدافع جواد اليميق اثر ضربة زاوية من تنفيذ حدراف . وكان لهذا الهدف الاثر السلبي على نفسية الفريق الليبي ، الذي فقد انظباطه التكتيكي و فتح مساحات امام اللاعبين المغاربة ،حيث نجح المارد وليد الكرتي في التوغل الى مربع العمليات و تعرض لتدخل خشن من قبل احد المدافعين الليبيين ،ولم يتردد معه حكم اللقاء في الاعلان عن ضربة جزاء قانونية ،حولها نفس اللاعب الى هدف ثالث في الدقيقة 117 . وكان المهاجم أيوب الكعبي رجل المباراة بامتياز بعد تسجيله لهدفين ،ليرفع حصته التهديفية في هذه البطولة الى ثمانية أهداف وهو رقم غير مسبوق في تاريخ هذه التظاهرة القارية التي بلغت نسختها الخامسة.