مع اعفاء ‘عبد الرفيع زويتن' من مهامه كمدير عام للمكتب الوطني للسياحة، ينتهي مسار شخص حوّل المكتب من مؤسسة لتسويق صورة المملكة السياحية في العالم الى وكالة أسفار له ولأفراد عائلته ومقربيه. دعوات الإقالة كانت قد تعالت مع فشله الذريع في تحقيق أي تطور للسياحة الوطنية رغم الملايير المخصصة لمكتبه. مصادر متطابقة نقلت، لموقع Rue20.Com أن ‘زويتن' الذي صرف الملايير باسم المكتب الوطني للسياحة على رحلاته وسفرياته، لم يستطع تحقيق أي من الأهداف المرسومة في المناظرة الوطنية للسياحة برعاية الملك محمد السادس، حيث لم يُحقق المكتب أي نتيجة تُذكر في جلب مزيد من السياح وتسويق صورة المملكة السياحية غير جولاته السياحية عبر العالم. ‘زويتن'، ولتبرير فشله، أقدم على الغاء مشاركة المغرب في عدد كبير من المعارض السياحية العالمية، بعدما أفرغ صندوق المكتب على سفرياته وتمويل مهرجانات وأنشطة لا علاقة لها بتسويق صورة المغرب السياحية، كما الشأن لاستئجاره لطائرة خاصة لابنته قصد حضور حفل فني بايطاليا من مالية المكتب. و بَرَرَ مصدرنا، لجوء ‘زويتن' الى الغاء مشاركة المغرب في ما يقارب 22 معرضاً دولياً للسياحة، الى اقدامه على تخصيص ميزانية المكتب التي تُقدر بالملايير لأصدقائه عبر العالم بحجوزات على نفقة المكتب وهدايا يرسلها لعدد من الأسماء التي يعتبرها ‘شهيرة' عبر العالم، اعتقاداً منه أنها ستقوم بالترويج لاسم المغرب عالمياً. جدير بالذكر أن كل من وزارة السياحة والمكتب الوطني للسياحة، فشلا معاً في تجاوز عتبة العشرة ملايين سائح، لتحقيق 20 مليون سائح التي كان مقرر الوصول اليها عام 2014، بينما ظل ‘زويتن' يجثم على رئاسة المكتب دون حسيب أو رقيب. فضيحة تفويت صفقات لصديقه اليوناني. بعد الفضيحة التي نشرتها الصحف حول صرفه لمبلغ 50 مليون من ميزانية جمعية ‘روح فاس' لكراء طائرة خاصة له ولابنته الى ميلانو بإيطاليا في ماي 2015 لحضور نشاط مسرحي لا علاقة له بمؤسسة "روح فاس"، اجراء فردي آخر وخارج نطاق مبدأ التسيير الجماعي والشفاف، ذلك الذي كان بطله ‘عبد الرفيع زويتن، رئيس المكتب الوطني للسياحة، و رئيس مؤسسة "روح فاس" التي تسهر على تنظيم مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، عن قراره تعيين مدير عام أجنبي لهذه المؤسسة براتب سمين. و حصل موقع Rue20.com على تفاصيل تبذير المال العام، حيث يتعلق الأمر بأليكسيس بلاتون إميخاليس وهو يوناني متقاعد (67 سنة) سبق أن شغل منصب سفير اليونان في المغرب. وينص العقد على إدارة هذه المؤسسة ومهرجانها العريق خلفا للمغربي ‘بادو تاج الدين' ولمدة سنتين بأجر شهري صافي يفوق أربعة وعشرون ألف درهم لمهمة السهر على المهرجان رغم أنه لا يدوم سوى ستة أيام في السنة . وجاء هذا القرار كصدمة قوية للمهتمين بشؤون الفن والثقافة ببلادنا خاصة وأن المغاربة اكتسبوا تجربة مهمة ورائدة في مجال تسيير المهرجانات الكبرى. ويعد هذا التعيين صدمة كذلك لكون المعني بالأمر لا يمت بصلة لهذا المجال ولم يسبق له أن مارس نشاطا مماثلا من قبل. وعلم موقع Rue20.com أن ‘زويتن' كان قد اقترح على أعضاء المجلس الإداري لمؤسسة "روح فاس" المنعقد في شتنبر الماضي بمقر المكتب الوطني للسياحة بالرباط تعيين أليكسيس بلاتون إميخاليس مديرا عاما للمؤسسة، إلا أن هذا الإقتراح قوبل بالرفض التام من طرف كل الأعضاء، ورغم ذلك عمد تعيينه بالنظر لعلاقة الصداقة التي تربطهما و عطل الاستجمام التي يقضيها باليونان. جدير بالذكر أن مهرجان ‘روح فاس' يحصل على دعم عمومي بالملايير حيث تساهم فيه كبريات المؤسسات العمومية كالمكتب الشريف للفوسفاط و CDG و الخطوط الملكية المغربية فضلاً عن المكتب الوطني للسياحة والبنك الشعبي. زويتن وبعدما أصدر محمد ساجد قرار الطرد في حقه، 0لغى ندوة صحفية كان مرتقبا 0ن يعقدها بفندق بفاس الأسبوع الماضي، لإطلاق خط جوي جديدة لإحدى الشركات بين مطار سايس ولشبونة، بعدما 0عفي من مهامه وتعيين مدير جديد بالنيابة على ر0س المكتب. البرلمان بدوره تحرك وقام بتشكيل لجنة تحقيق في فضائح زويتن، حيث يرأس الاستقلالي سليغوة الللجنة للشروع في إفتحاص المكتب بالنظر الى الفضائح والخروقات التي تورط فيها زويتن حسب ما تمخض عن اجتماع تشكيل اللجنة.