يعد قطاع الصيد البحري بجهة الداخلة وادي الذهب أحد ركائز النسيج الاقتصادي المتنوع، ورافعة أساسية للتنمية، إذ يساهم بنسبة 45 في المائة من الانتاج الوطني من الثروة السمكية و 33 في المائة من القيمة الإجمالية، خلال سنة 2016. وأكدت معطيات للمكتب الوطني للصيد بالداخلة، أن أسطول الصيد البحري المتكون من 24 وحدة صيد في أعالي البحار، و 195 وحدة للصيد الساحلي، و 3 آلاف و 255 قارب للصيد التقليدي، تمكن خلال السنة الماضية، من انتاج ما مجموعه 624 آلف طن من الثروة السمكية بقيمة قدرت ب 3ر2 مليار درهم. وأوضحت المعطيات أن جهة الداخلة وادي الذهب تنفرد بخليج بحري متميز اذ يشغل القطاع الذي يعتبر شريان الحياة لأنواع عديدة من الأسماك والرخويات، 24 ألف و 165 شخصا موزعة على الصيد بأعالي البحار و الصيد الساحلي 5 آلاف و 332 شخصا، والصيد التقليدي 9 آلاف و 765 شخصا ، وتجارة السمك 657 شخصا، وأنشطة الساحل 440، والصناعات السمكية 7 آلاف و 971 شخصا. وبلغ انتاج الرخويات و القشريات، حسب ذات المصدر، تطورا ملحوظا خلال سنة 2016 ، وذالك على التوالي 17 ألف و 637 طن و حوالي 239 طن، اما السمك الابيض فبلغ مجموع انتاجه حوالي 16 ألف و 064 طن، كما تتوفر المنطقة على بنيات تحتية مهمة (ميناء وست مواقع للصيد التقليدي وست مواقع لتفريغ الأسماك و85 وحدة لمعالجة وتجميد السمك والمنتوجات البحرية ومركز للتأهيل المهني البحري ومركز للبحث البحري). إن هذه المؤهلات البحرية المهمة جعلت من المنطقة مركز جذب للكثير من رجال الاعمال والمقاولين الذين يتطلعون للاستثمار في قطاع الصيد البحري الذي شهد خلال السنوات الأخيرة انجاز عدة مشاريع مكنت من تطوير الآليات والبنيات في هدا القطاع الواعد . ومن المنتظر أن يساهم الميناء الجديد “الداخلة الاطلسي”، الذي سيتم تشييده على بعد 70 كلم شمال مدينة الداخلة في تحقيق أهداف جيو-استراتيجية وتنموية، وسيعمل على إبراز إشعاع المنطقة، باعتبارها جسرا جهويا متميزا، كما سيعد لبنة هامة لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والصناعية بالجهة في مختلف القطاعات المنتجة (الصيد والفلاحة والمناجم والطاقة والسياحة والتجارة والصناعات التحويلية). يذكر أن الجهة تتميز بشريط ساحلي يبلغ طوله 667 كلم مربع، مما يجعلها واحدة من أغنى مناطق الصيد البحري بالمملكة، و تزخر مياهها بثروات سمكية مهمة ومتنوعة، بالإضافة إلى خليج تقدر مساحته ب 400 كلم مربع، ويحمل اعترافا دوليا كمنظومة بيئية تمتاز بثلاث تصنيفات ايكولوجية ذات أهمية كبرى.