تكبدت شركات النظافة بالعاصمة الرباط خسائر فادحة بعد أن عاشت المدينة ليلة عاشوراء سوداء داخل الأحياء الشعبية بمقاطعة اليوسفية، وخاصة بدوار الكورة ودوار الحاجة نتيجة أعمال تخريب قام بها عشرات الشبان من بينهم عناصر ملثمة. و اختفت أزيد من 150 حاوية بعد أن تم استعمالها إلى جانب مئات الإطارات المطاطية في إضرام النيران، رغم المحاولات التي قامت بها عناصر تابعة للقوات المساعدة والأمن الوطني من أجل السيطرة على الوضع، قبل أن يتم رشقها بالحجارة والقنينات الفارغة، ما أجبرها على الانسحاب والاكتفاء بمراقبة الوضع. وأضافت “المساء” أن 30 شخصاً، من بينهم ملثمون يحملون أسلحة بيضاء، ليلة عاشوراء، إستغلوا خلو الأزقة الضيقة للقيام بسلسلة من عمليات التخريب التي امتدت إلى داخل الأحياء، وطالت بعض الممتلكات العامة والخاصة في إطار ما وصفه أحد السكان بأسوأ انفلات تعرفه احتفالات عاشوراء رغم الاحترازات التي اتخذت من خلال منع عمليات نقل الإطارات المطاطية لاستخدامها لاحقاً في إضرام النيران. واضطر مئات السكان لإغلاق نوافذهم منعاً لتسرب المفرقعات وبعض المواد سريعة الاشتعال التي حولت أحياء اليوسفية إلى ساحة حرب حقيقية. ولم يسلم بضع المواطنين من اعتداءات لحقت بهم من طرف عناصر إجرامية ما زاد من حدة الرعب التي عمت شريحة واسعة من السكان، بسبب حالة التخدير والسكر التي كانت عليها مجموعة من الأشخاص، الذين انخرطوا في ملاحقة سيارات القوات المساعدة ورجمها بالحجارة، ما خلق انفلاتاً حقيقياً بمجموعة من النقط، علماً أن سكان المقاطعة نظموا الأسبوع الماضي وقفة احتجاجية للمطالبة باستتباب الأمن ووقف زحف الجريمة وبيع المخدرات. واستنكر عدد من السكان عدم مبادرة المصالح الأمنية للتصدي لبعض العناصر المنحرفة التي تمادت في أعمالها التخريبية قبل توثيقها بأشرطة فيديو تم نشرها على موقع “اليوتيوب” في حين تطلب تنظيف مخلفات الحرائق وعلميات التخريب تسخير عشرات العمال الذين قضوا ليلة بيضاء قبل أن يتم حصر قيمة الخسائر.