وجه وزير التربية الوطنية محمد حصاد، مراسلةً للأطر التربوية المكلفة بمهام التدريس بالمؤسسات التعليمية دعاهم فيها إلى الحرص على العناية بالهندام وعلى أناقة المظهر، حيث أصدر توجيهاته بضرورة ارتداء رجال ونساء التعليم الوزرة البيضاء أثناء تأديتهم للحصص الدراسية ابتداء من الموسم المقبل. ودعت مراسلة وزارة حصاد الأطر التربوية إلى ارتداء الوزرة البيضاء أثناء تأديتهم للحصص الدراسية، وذلك على غرار مجموعة من المهن النبيلة بقطاعات أخرى، مشيرة إلى أن ارتداء الوزرة البيضاء يساهم في الحفاظ على هندامهم، وتوقير لشخصهم، و يمثل قدوة للتلميذات والتلاميذ في ارتداء اللباس المدرسي الموحد، وفي احترام النظام المدرسي، حسب مضمون المراسلة الوزارية. وأضافت المراسلة أن الاهتمام بالهندام يعتبر عنصرا أساسيا من العناصر التي تساهم في تعزيز المكانة الاعتبارية لحاملي رسالة التربية والتكوين، وفي ترسيخ مكانة المنظومة التربوية وموقعها داخل المجتمع، فضلا على أنه يساهم في تحسين جاذبية المدرسة العمومية، وفي تحبيبها في نفوس التلميذات والتلاميذ، كما أنه تعبير عن مدى تقدير الموظفين والموظفات للمهنة واعتزازهم بها، مما يحث على إعطائهم المثال الحسن في العناية بالمظهر. وتابعت المراسلة أن المقتضيات إن كانت تعني في المقام الأول الفاعلات والفاعلين التربويين والإداريين بالمؤسسات التعليمية، فهي تتوجه كذلك لباقي موظفات وموظفي الوزارة، في مختلف المواقع والمستويات الإدارية. من جهتهم استقبلت الأطر التعليمية القرار بكثير من الإنتقاد حيث اعتبر أحد الأساتذة أن مراسلة الوزير فيها كثير من التفاهة حيث كتب أحدهم يقول : “ليكن في علم السيد الوزير والسادة من مدبري الإصلاح في هذه المنظومة المعطوبة بسبب ترهاتهم المسماة ” إصلاحا وإنصافا وإرتقاء بالمدرسة …” إن الوزرة لا ترفع من شأن المدرس وغيابها بالمثل لا يمس جوهر الكفاءة إن وجدت . فلا تعلقوا،رجاء، اخفاقاتكم المتوالية على شماعة الهندام.” و اضاف قائلاً : ” وإن كان لا بد من تغيير هذا الهندام والعناية به لتتحقق نبوءة الاصلاح التي حلم بها المجلس الاستشاري الموقر في رؤياه الأخيرة فإننا نقترح أن تخصصوا لأطر المنظومة زيا رسميا موحدا يشبه زي العاملين والعاملات في مجال الطيران بالخطوط الاماراتية أو البرازيلية، وهذا كفيل بارساء دعامات الرؤية الاستراتيجية العظيمة وخاصة ما يتعلق بجعل المؤسسة فضاء جذب لا تنفير…” وخاطب وزير التربية الوطنية بالقول : ” ألا تستحيون وأنتم تسطرون مذكرة العناية بالهندام ذاكرين العلل التافهة التي هزت الوزارة عن بكرة أبيها لتعجل بتسطير بنود هذه المذكرة غافلين ومتغافلين عن الأوضاع المزرية التي تشتغل فيها هذه الأطر ويستقبل فيها التلاميذ… ألا تستحيون وأنتم تعلمون أن جل مؤسسات العالم القروي بدون حجرات لائقة للدرس، وبدون أسوار ولا تعرف شيئا عما يسمى عند أهل الحضارة بالحمام أو المرحاض أو حتى دورة المياه… وفي المؤسسات المتمركزة في الحاضرة لا يمكن لعاقل أن يلج مراحيض المؤسسات التعليمية إلا إذا كان مضطرا وأحسن وضع كمامة تكتم أنفاسه مع إشاحة البصر والمخاطرة بالتقاط عدوى داء من الأدواء.”