بعد البلاغ المزلزل الذي اصدرته وزارة الخارجية و تناقلته وسائل إعلام موريتانية على نطاق واسع و الذي تم توبيخ الأمين العام لحزب الإستقلال “حميد شباط” فيه قالت وسائل إعلام موريتانية إن “شباط” بخرجته التي قال فيها أن موريتانيا أرض مغربية أزم العلاقة بين نواكشوط و الرباط و فتح الباب أم توسع النفوذ الجزائري بالمنطقة. صحيفة الحرية الموريتانية قالت إن العلاقة الآن بين نواكشوطوالرباط تمر من أصعب فتراتها،بعد تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال "حميد شباط"،مضيفةً أن كلام السياسي المغربي أغضب السياسيين،و الإعلام وعامة الشعب الموريتاني. واعتبرت الصحيفة أن تصريحات “شباط” ترغب في زعزعة ما أرسته دعائم التعاون المشترك والتاريخ، والجذور،بين موريتانيا و المغرب مضيفةً أن "شباط" قادته أشياء أو خطط لقول ما قال. و أشارت الصحيفة في مقال تحليلي لها أن هنا الطيف السياسي الموريتاني ما لبث أن رد الصاع صاعين محملا "شباط" مسؤولية ما ستنتج تصريحاته، مطالبا تارة بالاعتذار ومعللا تارة أخرى بما عرفته العلاقات الموريتانية الجزائرية من تعاون في الفترة الأخيرة. واعتبرت الصحيفة أن التعاون بين الجزائر و موريتانيا و ” إن لم تلمس ثمرته بعد، إلا أن لقاء ونقاشات والتزامات حصلت، تلك الجزائر هي نفسها التي تدعم جبهة البوليساريو وتحمي الجبهة الشرقية للصحراء، هي نفسها أيضا التي ستفتح طريقا بريا مع موريتانيا، طريق قد يسد طرقا أخرى كانت تؤدي للرباط ربما، لكن ما كانت السيادة من قبل تثير الغضب”. و أوضح المقال التحليلي للصحيفة أن موريتانيا عرفت بموقفها المحايد من قضية الصحراء، واستنادها على المقررات الأممية ورؤية الاتحاد الإفريقي للقضية ، وهذا الموقف ظلت عليه نواكشوط لفترات وسنين، رغم تبادل أكثر من نظام على حكم البلاد، لكنه موقف يمليه الضمير تضيف ذات الصحيفة. وقالت الصحيفة إن تصريح "شباط" وإن قرأه بعض المحللين من زاوية أنه تحفيز للضمير المغربي والجمهور الداخلي، في وقت يفقد فيه الحزب أكثر من ثلث أنصاره ومحاولة استرجاع ما فقد عن طريق نبرة وخطاب جديدين، إلا أنه لا يمكن أن يصدر إلا بمباركة جهات عليا، وهو الأمر الذي دعا بالسياسيين في موريتانيا، وعلى رأسهم نظراء مطلقي التصريح للقول بأن هذا الخطاب، إن كان سببه مشكل الصحراء فهو لن يزيد الأمر إلا تعقيدا في إشارة للرباط بأن نواكشوط ما اتخذت موقفها المحايد المعروف إلا من باب تفادي الصدام، فموريتانيا قادرة على إعلان موقف أكثر صرامة يضيف كاتب المقال.