يعيش حزب العدالة و التنمية أزمةً داخلية تنظيمية بالأساس وتتكتم على ذلك الأمانة العام للحزب بصرامة حيث تم إبعاد مجموعة من الوجوه البارزة و التي كانت تشغل الرأي العام بتصريحاتها التي لا تساير منطق الأمانة العامة للحزب و التي يوجد على رأسها “عبد الإله بنكيران”. البداية كانت بإبعاد القيادي في الحزب “عبد العزيز أفتاتي” و إعفائه من ترأس قسم الشفافية و المحاسبة بالحزب و كذا إسقاطه من المترشحين لانتخابات 7 أكتوبر وهي القرارات التي اتخذها الأمين العام للحزب “بنكيران”. ومن الوقائع التي زلزلت البيت الداخلي لحزب العدالة و التنمية نجد الوثائق التي كشفت تبذير برلماني عن الحزب و محاسب مجلس النواب السابق “عبد اللطيف بروحو” للملايين في سفرياته و اشتراطه التوقف بالعاصمة الهولندية في كل سفر يقوده للخارج وهو الخبر الذي تناقله بكل حماس موقع إخباري مقرب من وزير العدل “مصطفى الرميد” وهو ما يدل على صراع خفي داخل الحزب بين أقطاب بعينها. المؤشر الآخر على تأزم البيت الداخلي للعدالة و التنمية هو الغياب التام لوزير التجهيز السابق “عزيز الرباح” عن تقديم التعازي لبنكيران” في وفاة والدته حتى أنه غاب عن الجنازة التي حضرها جل قيادات الحزب وهو ما أرجع متتبعون إلى صراع خفي بين بنكيران و الرباح حول الأمانة العامة للحزب و كذا اتهام قيادات في الPJD للأخير بترويج إمكانية تعيين الملك لشخصية من الحزب غير بنكيران كرئيس للحكومة. ولعل الواقعة التي أفاضت الكأس و جعلت مجموعة من قيادات شبيبة العدالة و التنمية تتصارع فيما بينها هو إلغاء مشاركة الباحث “امحمد جبرون” القيادي في الحزب و حركة التوحيد و الإصلاح في “المنتدى السياسي الثالث” الذي تنظمه الشبيبة على مدى يومين بسبب آرائه التي اعتبر فيها أن “التحكم” أصبح ذريعة للعدالة و التنمية للتهرب من المسؤولية. رئيس شبيبة العدالة و التنمية السابق “مصطفى بابا” انتقد قرار الإلغاء حيث كتب على صفحته الفايسبوكية يقول “يسمحوا لي الإخوان ديال شبيبة العدالة والتنمية… و مع كامل الاحترام و التقدير و الحب … استدعاء محمد جبرون ثم الاعتذار له …. أمر غير مقبول و غير مفهوم … و ماشي ديالنا”. كلام “بابا” رد عليه القيادي في الشبيبة و المقرب من بنكيران “حسن حمورو” بالقول ” اتساءل هل هؤلاء “المتعاطفون” مع “الضحية” “شهيد حرية الرأي” محمد جبرون… جادون فعلا… ما تقومون به تحامل مفضوح على هيأة مسؤولة وناضجة اسمها شبيبة العدالة والتنمية… من منع جبرون من التعبير عن رأيه… من أغلق فمه… من فرض عليه اقامة جبرية… من منعه من الكتابة… الرجل يتحدث ويكتب كيف شاء.. رجاء غادروا مساحة العاطفة ولا تتحدثوا عن التبرير والنكوص على ان وراءهما اطروحة… الحمد لله جبرون اسمه محمد وليس يوسف”. و في تدوينة أخرى سخر “حمورو” من قرار إلغاء مشاركة “جبرون” في الملتقى بالقول ” نعم لتحكم الدولة العميقة باسم التاريخ وطبيعة النسق السياسي…. ولا لتحكم التنظيم”.