في مبارياته الثلاث في كأس إفريقيا، بدا المدرب رشيد الطاوسي كمن انتظر منافسة رسمية للبحث عن جواب على سؤال قديم ومحير: من هو اللاعب الذي يصلح للمنتخب الوطني؟ مشكلة المنتخب الوطني أنه شهد في السنوات الماضية تغييرات كبيرة في المدربين، وأغلبهم مشهود لهم بالكفاءة، ونجحوا في أندية ومنتخبات أخرى، كروجي لومير وهنري ميشيل وإيريك غريتس. هذه التغييرات كانت تمتص الغضب وتبعد سهام النقد عن مسؤولي الجامعة، وكانت أيضا تؤخر إيجاد الجواب على السؤال الذي طرحناه في البداية. إيجاد لاعب صالح للمنتخب الوطني لا يتم بمتابعته في التلفزيون والانترنيت أو بإشراكه في مباراة إعدادية، بل بعد سلسلة من اللقاءات والمباريات والمعسكرات والامتحانات الكبيرة واختبار تصرفاته ونظرته إلى القميص الوطني، وهذا غير متاح لمدربي المنتخبات الذين يلتقون لاعبيهم يومين أو ثلاثة قبل المباراة. ولكن هل يوجد ذلك اللاعب أصلا أم لا؟ كرة القدم المغربية تعاني أزمة لاعبين قادرين على اللعب في مستويات عليا بدنيا وتقنيا وذهنيا، بدليل أن أغلب الأندية الوطنية تعاني مشاكل في تركيبتها البشرية وأصبحت تستعين بلاعبين أجانب أو قادمين من أوربا أو إعادة استهلاك أسماء بعينها تتنقل بين الفرق في كل موسم، وبدليل أن جميع اللاعبين الذين غادروا البطولة الوطنية في المواسم الماضية فشلوا في الاحتراف، حتى في فرق خليجية صغيرة. هذا الوضع، يفرض مراجعة تدبير الشأن الكروي، ومراجعة منظومة التكوين في الأندية والمنتخبات، بما يقتضي ذلك من صرامة في التتبع والمراقبة والتأطير، عوض التسابق على رفع شعارات الاحتراف وتغييرات المدربين لتهدئة الغضب وتحويل مجرى النقاش الحقيقي.