لم يكن أحد يظن بأن الفرنسي هيرفى رينارد سيقود المنتخب الزامبي للتتويج باللقب الإفريقي، رينارد ابن الرابعة والأربعين تحدى كل الصعاب خطط و رسم وأعاد التماسيح إلى الواجهة الإفريقية بعد غياب طويل. فزامبيا التي فقدت قبل نحو تسعة عشر عاماً منتخبها الأول بكامل أعضاءه في حادث طائرة سقطت فوق الغابون، استطاعت الفوز باللقب في المكان نفسه أيضاً، وكأن الأرض التي استقبلت حطام الجيل السابق أبت إلا أن تعيد البهجة للأجيال المقبلة ، بقيادة المدرب الكبير هيرفي رينارد الذي استطاع بناء جيل حصد معه لقب أغلى البطولات على الصعيد القاري. فلا أحد كان يعرف إسم هذا المدرب الذي بدأ حياته التدريبية في سنة 1999 كمدرب لأحد الفرق الفرنسية المغمورة، قبل أن يقرر خوض أول تجربة إفريقية رفقة المنتخب الزامبي سنة 2008. وشارك رينارد مع المنتخب الزامبي في بطولة كأس الأمم الإفريقية نسخة 2010 التي احتضنتها أنغولا، واستطاع تصدر مجموعته بفارق الأهداف عن المنتخب الكاميروني، قبل أن يواجه المنتخب النيجيري في الدور ربع النهائي وتتنتهي المباراة بالتعادل السلبي ليحتكم الفريقان لركلات الجزاء الترجيحية، ويودع منتخب زامبيا البطولة. وترك رينارد قيادة منتخب زامبيا قبل أن يعود مجدداً ويقودها في كأس الأمم الإفريقية الأخيرة ، ويحقق نتائج مبهرة في دور المجموعات بفوزين أمام السنغال وغينيا الاستوائية صاحبة الأرض، وتعادل أمام ليبيا، قبل أن يقود الفريق للدور نصف النهائي بعد الفوز على السودان بثلاثية دون رد، ثم الإطاحة بمنتخب غانا المرشح الأول للفوز بالبطولة في مفاجأة أخرى، ليفوز في النهاية، بالكأس القارية. ويطمح المدرب رينارد هذه السنة إلى الدفاع عن لقبه، حيث كان قد صرح في وقت سابق "نحن واثقون. جئنا هنا لنكتب التاريخ. فعلناها في 2012 ولم يتوقع أحد أن تفوز زامبيا. كنا منتخبا صغيرا لكننا ذهبنا بعيدا. سافرنا الى جنوب أفريقيا لنتدرب كثيرا لذا نشعر وكأننا في بلدنا هنا". ويعتمد رينارد على تشكيلة مشبعة بالتجربة لظهور بوجه قوي في جنوب إفرقيا، المدرب الشاب أعطى مؤشرات قوية لكل المتتبعين بأنه لايمزح وأنه القائد المعني بتقديم أوراق اعتماد الرصاصات النحاسية، وبأنه لن يتنازل عن اللقب. رينارد قصة مدرب شاب كفء أراد يوماً أن يقود النادي الأهلي أو منتخب مصر، وباءت محاولاته بالفشل، ليسطر تاريخاً لنفسه ومنتخب زامبيا الذي يشرف عليه بعد أن قاده لمنصات التتويج معتمداً كما قال في وقت سابق على التجربة المصرية في الأعوام السابقة في الاعتماد على اللاعبين المحليين. رينارد يعرف جيدا أن بطولة هذا السنة لن تكون سهلة المراس إلا أنه على مايبدو أعد العدة والعتاد من أجل الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة ولما لا الفوز بالكأس للمرة الثانية على التوالي، فهل سيسطع إسمه في سماء البافانا بافانا أم أن الكبار سيتمردون ويستعيدون الريادة من جديد؟ هذا ماسنكتشفه عندما تبدأ هذه النهائيات.