حكاية المنتخب الوطني مع اللاعبين الممارسين في الخارج لا تنتهي. فهاهم عادل تاعرابت ومحمد أمسيف وزكرياء لبيض يديرون له ظهورهم ساعات قبل إعلان اللائحة النهائية لكأس إفريقيا. بعيدا عن لغة الروح الوطنية، وما إلى ذلك من الأمور التي يصعب تجريد أي واحد منها أو التشكيك فيها، إذ لكل واحد تصوره ومفهومه لها، فتعالوا نناقش الموضوع من زاوية المنتخب الوطني: ما هو أصل الحكاية؟ وكيف سيتصرف؟ وكيف يتفادى الوقوع في المأزق نفسه مستقبلا؟ بما أن اختيار هذا المنتخب أو ذاك كان وسيبقى دائما حرية شخصية للاعب، كما أن لا سلطة لبلد ما على اختيارات اللاعبين. مشكلة المنتخب الوطني أنه ما زال لم يعثر بعد على جواب لذلك السؤال الذي طرحناه قبل سنوات، وهو من هو اللاعب الذي يصلح للمنتخب الوطني؟ مدرب واحد في السنوات الماضية نجح في إيجاد ذلك الجواب، هو بادو الزاكي، ليس لأنه أفضل من الآخرين، ولكن لأنه كان له الوقت الكافي والحزم اللازم والطريقة الناجعة في التواصل مع اللاعبين لمعرفة من يصلح منهم للمنتخب الوطني بأقدامه وعقله وقلبه. هذه المواصفات لا تكتشف بمشاهدة مباريات اللاعبين مع أنديتهم وتتبع أخبارهم عبر الانترنيت، بل باللقاءات المباشرة والاختبارات والمواقف وردود الفعل في المعسكرات والمباريات والرحلات، حينها يمكن أن يعرف المدرب من هو اللاعب الذي يصلح له ولمنتخبه، بغض النظر عن اسمه ومؤهلاته وتألقه مع ناديه.