شيئا فشيئا، ينتبه روجيه فيدرر إلى أن زيارته إلى الأرجنتين ليست كغيرها، فخلال 90 ساعة، سيلعب أمام 40 ألف شخص، وسيصل على متن مروحية إلى مقر إقامة رئيسة البلاد، وسيتحتم عليه أن يثبت ما لا يعتقده كثيرون: "إنني من كوكب الأرض". ويقوم فيدرر حاليا بأول زيارة له إلى أميركا الجنوبية كلاعب تنس محترف، وقد زار البرازيل بالفعل، وقبل أن يصل كولومبيا، حملته محطته الثانية إلى الأرجنتين، البلد المجنون بالتنس والذي يتمتع فيه بشعبية طاغية. والشعبية طاغية لدرجة أن السويسري لم يتمكن من إخفاء دهشته الثلاثاء إزاء الصورة التي كانت بادية أمامه: قاعة فسيحة مليئة بالكاميرات ، ونحو 400 صحفي (وبعض المتطفلين) المتحفزين للاستماع إلى كلماته الأولى في الأرجنتين. واعترف السويسري الذي يعتبره الكثيرون لاعب التنس الأفضل في التاريخ، بل ويراه البعض أكثر من ذلك: "هذا أكبر بكثير مما كنت أنتظره". وسأله صحفي أرجنتيني: "متى تعتزم العودة إلى كوكبك؟ لأنه من الواضح أنك لا تنتمي لهذا الكوكب"، ورد المصنف الثاني حاليا برابطة لاعبي التنس المحترفين مازحا بابتسامة "إنني من كوكب الأرض". وذكر فيدرر، الذي يلتقي الاربعاء والخميس بنظيره الأرجنتيني خوان مارتين دل بوترو على ملعب أقيم خصيصا لهذا الغرض في تيغري، البلدة الواقعة بضواحي العاصمة الأرجنتينية "كلاعب ناشئ، زرت المكسيك وكوستاريكا وفنزويلا". وأضاف صاحب 17 لقبا في بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى ، في رقم قياسي يبدو صعبا على التحطيم: "لقد رغبت في زيارة هذا البلد منذ وقت بعيد. لعبت مع أرجنتينيين منذ كنت في الخامسة عشرة". وأضاف السويسري، مثبتا قدراته المعتادة في جذب المحيطين به: "عادة ما كان على الأرجنتينيين السفر إلى لمشاهدتي، هذه المرة أنا سافرت كي آتي لمشاهدة الأرجنتينيين". وأوضح: "لذلك أريد الذهاب إلى ملعب بوكا جونيورز ولعب كرة القدم هناك مع خوان مارتين، أود تذوق النبيذ الأحمر لقد أخبروني الكثير عن تيجري وبوينس آيرس إنها رحلة قصيرة للغاية، لكنني بطريقة أو بأخرى سأحمل صورا ولقطات إلى المنزل". إلى جانبه كان دل بوترو، المصنف السابع عالميا ومنافسه في كثير من المواجهات. وتذكر الحضور لمرة أخرى نهائي بطولة أمريكا المفتوحة عام 2009 ، الذي فاز به الأرجنتيني، وكذلك المجموعة الثالثة للدور قبل النهائي لمنافسات تنس الرجال بدورة الألعاب الأولمبية لندن 2012، التي حسمها السويسري بشكل ماراثوني 19/17 . وداعب السويسري الحضور قائلا: "سأحاول أن تكون الأمور أقصراللعب خمس ساعات؟ حسنا، إنه أمر مستبعد إلى حد بعيد". وأقر دل بوترو بأن فيدرر يحضر إلى ذهنه أجمل وأسوأ الذكريات في مشواره، فذلك النهائي في نيويورك لا يزال يؤثر فيه، لكن الهزيمة الأولمبية على ملعب ويمبلدون تفعل الشيء نفسه بطريقة عكسية. وقال دل بوترو الذي بكى تلك الهزيمة في لندن حتى اليوم التالي: "أمام روجيه لعبت أفضل مباراة في مشواري وخسرت أقسى مباراة في مشواري". كان التفاهم بينهما واضحا، ودل بوترو كان سخيا في المديح عندما سئل عما إذا كان سيروق له أن يتولى فيدرر تدريبه في المستقبل. وصرح: "روجيه قال إنه من السهل للغاية تصدر التصنيف العالمي. إنه أمر بسيط بالنسبة له، أود أن يعطيني قدرا من مهارته ولا أريد من الحياة شيئا آخر". وضحك السويسري باستمتاع ووضع ذراعه بحرارة على ظهر الأرجنتيني، عندما قال الأخير إنه لا يعرف إذا ما كان المصنف الأول سابقا يعد صديقا له. ولن يلعب فيدرر التنس فقط: فسيتناول الإفطار مرتين مع رجال أعمال، ويحضر مأدبة عشاء، ويزور استاد بوكا جونيورز ويصل بمروحية إلى واحدة من المناطق الخاصة في البلاد، إلى قصر "أوليفوس" الرئاسي، الذي تعيش فيه الرئيسة كريستينا فيرنانديز دي كيرشنر. وأضاف السويسري، الذي لم يقابل الرئيسة ديلما روسيف خلال زيارته إلى البرازيل: "لم يحدث ذلك لي كثيرا، لكنني أشعر بشرف كبير ودهشة شديدة" إزاء استقبال الرئيسة الأرجنتينية له. يذكر أن فيرنانديز دي كيرشنر هي أرملة الرئيس السابق نستور كيرشنر، سويسري الأصل. وأكد فيدرر /31 عاما/ "سيكون من المهم جدا بالنسبة لي أن أتمكن من زيارة شخصية بأهمية رئيسة البلاد".