تتجه الأنظار الأحد انطلاقا من الساعة الثالثة عصرا صوب مركب محمد الخامس الذي سيحتضن "قمة الدورة 28"، الديربي الثاني عشر بعد المائة الذي يجمع بين ماردي كرة القدم الوطنية، الرجاء البيضاوي الساعي إلى الاحتفاظ باللقب الذي في حوزته، والوداد البيضاوي الفاقد لحظوظ الفوز باللقب والساعي إلى إنهاء موسمه في مركز متقدم. وقد اتخدت تدابير مكثفة من أجل إنجاح الديربي على اعتبار أنه مرآة كرة القدم الوطنية، وسيكون تحت شعار لا "للشغب " بعد الأحداث المخجلة التي عرفها الكلاسيكو الذي جمع أكثر الفرق حصدا للألقاب الوداد البيضاوي بالجيش الملكي، والتي ذهب ضحيتها حمزة البقالي مشجع الوداد، كما أسفرت عن عدة اعتقالات وإصابات بين جمهور الوداد ورجال الأمن، فضلا عن إلحاق أضرار مادية كبيرة بالمركب الذي يعد معلمة كروية شهدت إنجازات الكرة المغربية. ولكي لا يصبح المركب فضاء للرعب وللموت، فإن الهاجس الأمني سيكون حاضرا بقوة خلال الديربي 112 على اعتبار أن أحداث الكلاسيكو حركت جميع شرائح المجتمع المغربي بغية محاربة ظاهرة الشغب التي تنامت مع انطلاق أول بطولة احترافية، والتي لا تمت بصلة إلى أخلاق المواطن المغربي. إلى ذلك قام مجلس المدينة بتعاون مع اللجنة التنظيمية للرجاء البيضاوي بترتيبات عدة من أجل ضمان سلامة جمهور الديربي، و بذلك تم الاستعانة ب4 ألاف رجل أمن، إضافة إلى منع القاصرين من ولوج المدرجات إلاّ بمرافقة أولياء الأمور أو الإدلاء ببطاقة التعريف الوطنية، مع إصلاح بعض المرافق التي تضررت بعد شغب الكلاسيكو وإغلاق المحلات التجارية في طريق أو محيط المركب من الساعة1 إلى الساعة7. كما أن إدارة الرجاء البيضاوي عملت على الرفع من قيمة التذاكر بعدما اقترح ذلك عبد الإله أكرم رئيس الوداد البيضاوي من أجل تحسين المداخيل و لضمان وجود الجمهور الرياضي فقط بالمدرجات، إذ طرح الرجاء ما يقارب 40 ألف تذكرة، وعملية البيع لم تعرف إقبالا كبيرا ومن المتوقع أن لا يعرف الديربي حضورا جماهيريا كبيرا مقارنة بالدربيات السابقة، لأن التعزيزات الأمنية الصارمة، و منع القاصرين من حضور المباراة إلاّ بشروط قد جعل الإقبال ضعيفاً، خاصة أن أغلب أنصار الرجاء والوداد من القاصرين. هذا وشدّد "الوينرز" أكبر فيصل مشجع للوداد البيضاوي على مقاطعته الديربي، وعدم رفعه "للتيفو" احتجاجا على سياسة الرئيس أكرم الذي تهجم على الجمهور، و لغياب التشديدات والمراقبة الأمنية بالمركب ناهيك عن عدم توفير ظروف الفرجة والراحة للجمهور، الذي يبقى كبش فداء عند حدوث أي خلل بالمركب، في حين أن جهات عدة تتحمل مسؤوليته. ومن جهة ثانية سيعرف الديربي 112 حضور عدة شخصيات سياسية وازنة إضافة إلى فعاليات رياضية وفنية، والغاية هو إنجاحه وإعطاء صورة جيدة عن كرة القدم الوطنية، لأن الديربي المغربي مصنف من بين الديربيات العالمية. و بدوره استعد كل فريق جيداً للنزال من أجل النقاط الكاملة.. الرجاء ليحافظ على كامل حظوظه في الإحتفاظ بلقبه، والوداد لمصالحة جمهوره. و رغم أن الأخير لا ينافس على اللقب، فإن الديربي يكون بطابع خاص و له خصوصياته وهو خارج أي حساب فغالباً ما يبتسم للفريق الذي في وضعية سيئة، لأنّ الفوز على الغريم يعدّ لقباً في حدّ ذاته بالنسبة للجمهور. هذا و يراهن كل طرف على الإنتصار، فالرجاء يستعد بالجديدة و لن يحرم من خدمات الودادي السابق عبد الحق آيت العريف، الذي عانى من نزلة برد حادة، في المقابل كانت استعدادات الوداد عادية بمركبه و لن يحرم من خدمات المهاجم يونس الحواصي ولاعب خط الوسط ياسين لكحل، و رغم رغبة كل طرف في الإنتصار فإن الرغبة واحدة بأن يمرّ الديربي في أجواء رياضية بعيدة عن أي مظاهر للشغب.