تردّدت كثيراً قبل أن أرفع قلمي و أكتب كلماتي هاته، تردّدت أكثر في اختيار الكلمات. لكنّني لم أتردّد أبداً في مواصلة الحياة و العيش بأمل أبداً، مؤمناً بما كتبه الله عزّ و جلّ علينا. فإنّا لله و إنّا إليه راجعون. ستّة أيّام مرّت على فقداني زوجتي، بل نصفي الثاني، نوال. رحلت إلى دار البقاء بجوار ربّها في حادث الحريق الشهير لمحلّ تجاري بالدار البيضاء يوم الثلاثاء الأخير. نسأل لها و لكلّ موتى المسلمين الرّحمة و المغفرة و الجنّة إن شاء الله. لقد رحلت المرأة التي كانت أكبر معجبة بما أقدّمه كصحفي رياضيّ، و كانت أوّل و أكثر مشجّعة لي. منذ عودة جريدة "المساء الرياضي" للصدّور من جديد، و أنا أحظى بشرف الإلتقاء بكم في عدد بداية الأسبوع من خلال هذا العمود المتواضع، بعدما دعاني الزميل و الصديق و الأخ جمال السطيفي، مدير نشر هاته الجريدة الطموحة، لكتابة هذا العمود في عدد كلّ إثنين. و أشكره على ثقته كثيراً. أتذكر أنّي كنت أستيقظ صباح كلّ يوم أحد صباحاً لأستعد لكتابة كلمات بسيطة تصل بسلاسة لكلّ القراء، و تصلهم رسالتي. فكانت زوجتي إلى جانبي في كلّ مرّة، تنتظر أن أنتهي من كتابة مقالي لتقرأه بسرعة و تعطيني رأيها. لقد شجعتني كثيراً، حتّى كانت مصدر إلهامي و إختيار عناوين مقالاتي. و اليوم أنا أكتب هاته الكلمات و هي ليست معي، فإنّ الأمر يختلف كثيراً. لقد دعمتني كثيراً في تجربتي ب"المساء الرياضي"، و أشكرها على دعمها كثيراً. كما شجعتني و دعتني لقبول عرض راديو "شدى اف ام"، لأكمل مساري الإذاعي من جديد بعدما كنت قد استقلت من راديو "أصوات" قبل 6 شهور حينها. و للصّدف أو الأقدار.. و دعوني أقول مشيئة الله. فأوّل يوم لي في راديو "شدى اف ام" كان الإثنين 17 شتنبر حين قدّمت برنامجاً مباشراً حول إقالة إيريك غيريتس من تدريب المنتخب المغربي حينها. نفس اليوم شهد نشر أوّل مقال رأي لي على جريدة "المساء الرياضي"، و كان بعنوان "الله على راحة الله"، حول نفس الموضوع.. الساعة الآن الثامنة ليلاً من يوم الأحد 18 نونبر 2012، ذكرى عيد الإستقلال في المغرب. لقد انتهت قبل قليل مباراة نهائي كأس العرش، و الرجاء انتزع اللّقب من عقر دار الجيش الملكي. كنت أشاهد المباراة و أبحث لنفسي عن منطلق يقودني لحياكة هذا العمود. و لأنّني مازلت تحت صدمة الفراق، فلم يكن عقلي يتابع المباراة التي شاهدتها عيناي. و هنا أستحضر روحها، روح نصفي الآخر، و هي تهمس في أذني: "الراجا و الجيش واعرين هاد العام.. ماعندك ما تقول عليهم.." كانت هاته كلماتها قيد حياتها عن الفريقين. و على منوال نوال أمشي، فليس هناك ما يعاب على الفريقين معاً. فمعاً لعبا مباراة بمستوى طيّب. مبروك للرجاء و فاخر، و حظّ أفضل للجيش و الطاوسي في البطولة. و تستمرّ الحياة و يستمرّ الجري إلى حين. و أحمد الله الذي أعادني للعمل سريعاً، مؤمناً بقضائه و قدره. مستحضراً قول رسولنا الكريم (ص) حين توفي ولده إبراهيم: "إنّ العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلّا ما يرضى ربّنا وإّنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون". الحمد لله على كلّ أمر. span style="line-height: 115%;" arial","sans-serif";mso-fareast-"*هذا العمود ينشر في جريدة "المساء الرياضي" كلّ يوم اثنين صفحة الكاتب على موقع فيسبوك للتواصل