هل ستتحول البطولة الوطنية إلى بطولة من فريقين أو ثلاثة في المستقبل، والباقي يكملون برنامج المباريات وينشطون ويتنافسون على تفادي النزول إلى القسم الثاني؟ هذا هو المنحى الذي تسير فيه الأندية المغربية، ذلك أن الفوارق في مصادر التمويل وكفاءة التسيير تتسع يوما بعد يوم، وهذا لا يمكن إلا أن يؤدي إلى فوارق كبيرة فوق أرضية الميدان. فأندية مثل الرجاء والجيش والوداد تتقوى بمصادر تمويلها وتاريخها وقاعدتها الجماهيرية، التي تدفعها إلى تطوير نفسها باعتماد كفاءات في التدريب والتسيير وانتدابات اللاعبين من أجل المنافسة على الألقاب ورفع العائدات من الجمهور والإشهار والنقل التلفزيوني. وهكذا، تصدق مقولة "الغني يزداد غنى والفقير يزداد فقرا" على كرة القدم المغربية، ذلك أن مشاكل الفرق الأخرى تجرها إلى الوراء، إذ يؤدي الفقر إلى ضعف الحكامة والكفاءة في التدريب والتكوين وانتداب اللاعبين، ومن ثم ضعف الأداء والنتائج، وهو ضعف يغذي الصراعات على مناصب التسيير ويوتر العلاقة بين مكونات النادي كما يحدث اليوم في النادي القنيطري والنادي المكناسي. كرة القدم المغربية تحتاج ثقافة أخرى، ثقافة يكون فيها النادي رمزا في مدينته ومنطقته كيفما كانت إمكاناته ونتائجه، فيلتف الجميع حوله ويساعده كل من موقعه، فإذا لم يتحقق الرخاء، تحقق على الأقل الاستقرار الذي يساعد على العمل لتعويض كل نقص في الموارد والإمكانات.