لا يختلف اثنان أن العقوبات التي فرضها الكاف برئاسة عيسى حياتو، على المغرب تعتبر "كارثية" بكل المقاييس، إذ سيُضطر شعب بأكمله إلى الانتظار 6 سنوات كاملة، من أجل مشاهدة منتخبه الوطني يشارك في أغلى تظاهرة قارية، إن قُدر له التأهل لنهائياتها بطبيعة الحال . لكن في المقابل ، هل من المعقول و المنطقي أن نكتفي بشجب و استنكار القرار "الظالم" للكاف فقط ؟ أم يجب علينا أن نتحلى جميعا بالشجاعة و الجرأة كي نحاسب مسؤولي الكرة في بلادنا، الذين تسببوا بشكل أو بآخر في وصول العقوبات القارية إلى هذه الدرجة الكارثية !! من السهل جدا أن نقوم ب"شيطنة" الكاف و رئيسه حياتو، كما فعلت و تفعل العديد من وسائل الإعلام المغربية، لكن ذلك لن يغير من واقع الحال شيئا ، فالعقوبات ستظل سارية المفعول مهما صرخنا و نددنا و استنكرنا !! لكن ماذا لو تعاملنا مع الأمر بصراحة مطلقة ، و اعترفنا بكل روح رياضية أن مسؤولينا هم الذين "أوردونا المهالك" بطلبهم تأجيل الكان بسبب الخوف من تفشي وباء إيبولا، و هو الوباء الذي تأكد الجميع حاليا أنه ليس "مُرعبا" كما صور لنا ذلك صناع القرار الكروي في بلادنا لحشد التأييد الشعبي لقرار التأجيل. حينما أقول إن وباء إيبولا ليس مرعبا جدا ، فإني مقتنع جدا بذلك، و قد اخترت ألا أخوض في هذا الموضوع إلا بعد نهاية الكأس الإفريقية التي نظمتها غينيا الاستوائية بدل المغرب، كي أقف على حجم الأضرار التي لحقت بالدولة التي عوضت المغرب في تنظيم الكان، و على العموم فإن دورة غينيا الاستوائية يمكن وصفها ب"السيئة" نسبيا على المستوى التنظيمي، لكن للأسف كانت مخيبة لآمال المسؤولين المغاربة الذين توقعوا أن تشهد الدورة المذكورة اجتياح وباء إيبولا للدولة المستضيفة، لتبرير مخاوفهم التي دفعتهم لطلب تأجيل الكان . لاشك أنكم فهمتم المقصود من كلامي، فلو كانت تقديرات مسؤولينا "صائبة" بشأن تفشي وباء الإيبولا في المغرب في حال تنظيمه للكان، لكانت غينيا الاستوائية قد سجلت مئات أو ربما الآلاف من حالات الإصابة بالوباء المذكور طيلة 3 أسابيع نظمت فيها الكأس القارية ، لكن المفاجأة الكبرى هي أنه لم يتم تسجيل أي حالة إصابة ب"الإيبولا" في الدولة التي أنقذت الكاف و الكان بقبولها تعويض المغرب في تنظيم دورة 2015 ، التي اختتمت أمس بفوز الكوت الديفوار بلقبها على حساب غانا. كل شيء أصبح واضحا و جليا الآن ، لا ينبغي أن نلوم عيسى حياتو و إن كنا نعتبر أن عقوباته "مبالغ فيها" ، بل يجب محاسبة من أوهموا الشعب المغربي أن بلادنا ستتعرض لهجوم فتاك من "الإيبولا" إن قبلنا بتنظيم الكان ، و يا ليتهم حرمونا من حضور دورة 2015 فقط، بل حكموا على منتخبنا بالعجز القاري لدورتين مقبلتين ، إضافة إلى الغرامة المالية الكبيرة التي سيدفع ثمنها البسطاء من الشعب المغربي.