حقق نادي ريال مدريد فوزاً جديداً وتمكن من هزيمة خصمه أيبار دون تعب وذلك في المباراة التي جرت بينهما على أرضية ملعب الأخير ليكمل الريال مسيرته المظفرة حتى الآن والتي ستنتهي بالفوز بلقب الدوري إن بقي الملكي مستمراً بنفس الوتيرة . منذ الموسم الماضي والريال يلعب بأريحية كبيرة هي انعكاس لارتياح اللاعبين والمدرب على حد سواء، وقد ينسب الكثيرون هذه الأريحية لصانع السلام كارلو أنشيلوتي الذي أعاد ترتيب البيت الداخلي الذي عاش فوضى كبيرة في أيام المدرب جوزيه مورينيو الأخيرة ، لكن الحقيقة أن المدرب الإيطالي ومشجعي مدريد مطالبون بشكر البرتغالي المشاكس لأنه كان السبب الحقيقي في الأريحية التي يعيشها الفريق ومدربه حالياً فكيف ذلك؟؟ قد يعتقد الكثيرون أن السبب هو العمل التكتيكي والفني الذي قام به مورينيو والذي مهّد الطريق لأنشيلوتي ليقدم هذا الأداء ، لكن وللأمانة فإن أسلوب المدربين مختلف والعديد من العناصر التي عوّل عليها مورينيو كأوزيل وألونسو ودي ماريا باتت خارج النادي وجاءت عناصر جديدة غيرها أي أن فضل مورينيو ليس فنياً، والحقيقة أنه كان إدارياً بعد أن أجبر المدير الرياضي السابق خورخي فالدانو على الخروج من النادي إثر معركة كبيرة وشهيرة استطاع خلالها (المو) انتزاع صلاحياته منه ودمجها مع صلاحيات المدرب وهو ما أراح أنشيلوتي إلى حد كبير حيث استلم مهامه وقام بعمله دون تدخلات فنية_ رغم محدودية صلاحياته في سوق الانتقالات والتي تبقى فيها الكلمة الأخيرة فيها لمجلس الإدارة _ وهو ما كان يعاني منه مورينيو مع فالدانو الذي كان يوجه التعليمات للاعبين بحضور البرتغالي أحياناً، ولكم أن تتصوروا كيف كان سيعمل أنشيلوتي لو كان هناك شخص فوق رأسه على تماس مباشر معه كل الوقت ...الوضع سيكون كارثياً ولن نرى الريال في الحالة التي نراها الآن. لا يمكن إنكار مجهود مورينيو الفني مع الفريق وهو بالتأكيد ساهم في انتصارات الريال الحالية، لكن تغلبه على شخصية بحجم فالدانو هو الذي مهّد فعلياً الطريق لأنشيلوتي ليعمل براحته، وقد يقول قائل أن أنشيلوتي عمل في ظل تدخلات بيرلسكوني في الميلان ، لكن شتان بين الحالتين لأن بيرلسكوني كان يعطي نصيحة كل فترة وأخرى بينما فالدانو كان قادراً على التدخل بكل شيء وكان سيقلب حياة أنشيلوتي جحيماً وهو الغير معتاد على مثل هذا النوع من التدخلات، لذلك على أنشيلوتي أن يشكر مورينيو قبل الجمهور لأنه أتاح له فرصة العمل بأريحية ليخرج أفضل ما عنده .