تعرف معنا في هذا الموضوع على بعض المفارقات والمصادفات التاريخية المتعلقة بالمباريات النهائية لكأس العالم والفريقين اللذان سيخوضانه الليلة، ألمانياوالأرجنتين. تاريخياً، كلما واجهت ألمانيا البلد المضيف وفازت عليه وأخرجته من البطولة ثم تأهلت إلى المباراة النهائية لتلك البطولة، تجر أذيال الهزيمة وتعود بخفي حنين. حدث ذلك الموقف ثلاث مرات كانت أولها عام 1982 حين واجهت ألمانيا المضيف إسبانيا وفازت عليه 2-1 في الدور الثاني قبل أن تخسر النهائي أمام إيطاليا 3-1. ثم تكرر الأمر في البطولة التالية في المكسيك عام 1986، وأخرجت المضيف من ربع النهائي وخسرت المباراة النهائية أمام الأرجنتين بالذات 3-2. المرة الأخيرة في المونديال الآسيوي عام 2002 وفازت فيه على كوريا الجنوبية التي شاركت اليابان في الاستضافة وهزمتها في نصف النهائي ثم خسرت المباراة النهائية أمام البرازيل 2-0. في مونديال البرازيل 2014، واجت ألمانيا البلد المضيف في نصف النهائي، ولم تكتف بالفوز عليه وإخراجه من المسابقة، بل أذلته 7-1 وتأهلت إلى المباراة النهائية. لعل في هذا دافع وفأل حسن للمشجع الأرجنتيني الذي يترقب الليلة مباراة الحلم التي انتظرها طويلاً. ولا شك أن معظم عشاق التانجو الحاليين لم يسبق لهم رؤية منتخبهم يرفع أي كأس فآخر مرة تعود إلى العام 1993 حين فاز في بطولة كوباامريكا، أي أن معظم المشجعين الحاليين كانوا أطفالاً أو لم يكونوا قد ولدوا بعد. في مفارقة غريبة أيضاً، وتحديداً في النسخ الماضية منذ 1990، كل من أخرج البرازيل يتأهل إلى المباراة النهائية ويخسرها. وقد حدث ذلك في إيطاليا 1990، حيث أخرجت الأرجنتين جارتها وصعدت إلى النهائي لتخسر أمام ألمانيا بالذات. في 1994، أحرزت البرازيل البطولة ولم يخرجها أحد. وفي 1998، خسرت البرازيل في المباراة النهائية ولم تخرج مبكراً. ثم فازت البرازيل في نسخة 2002. أما في نسخة 2006 فقد أخرجتها فرنسا بقيادة زيدان وخسرت النهائي أمام إيطاليا بركلات الترجيح. وفي المونديال الماضي في جنوب أفريقيا، نتذكر أن هولندا اخرجت البرازيل وخسرت النهائي أمام إسبانيا بهدف انيستا. فهل تستمر هذه اللعنة وتطارد ألمانيا. آخر من فاز بالبطولة بعد أن أقصى البرازيل كانت المنتخب الإيطالي عام 1982، فربما كانت لعنة إخراج المضيف أقوى من لعنة إخراج البرازيل، فما بالك بالتقاء اللعنتين معاً في النسخة الحالية ضد ألمانيا التي أخرجت البرازيل المضيف؟ تبقى هذه مجرد مفارقات ومصادفات أمام المنتخب الألماني فرصة لإبطالها وإيقاف مفعولها واستمراريتها لو نجح في إحراز اللقب الليلة على حساب ميسي ورفاقه.