عندما يستضيف بايرن ميونيخ الألماني فريق ريال مدريد الإسباني في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ستكون هذه المباراة الحدث الأبرز هذا الموسم. لا شك أن ريال مدريد يملك لاعبين كبار يتمتعون بشهرة وأسماء كبيرة في عالم كرة القدم العالمية، لكن يظل بايرن ميونيخ أكبر فريق ألماني ويضم نجوماً من الطراز العالمي. فهناك فرانك ريبيري، وماريو غوميز، باستيان شفاينشتايغر، وآريين روبن وتوماس مولر أسماء كبيرة لا يمكن تجاهلها. هذان الفريقان اثنان من أفضل ثلاثة أندية في العالم حالياً، والخاسر منهما يدرك تماما أنه خسر أمام أحد الأندية الكبيرة في العالم. لكن على الرغم من التقارب بين الفريقين على المستوى الفردي بين اللاعبين لكن هناك مؤشرات كثيرة ترجح فوز النادي الملكي في النهائية وتأهله للمباراة النهائية، وفي السطور التالية سيظهر لماذا كفة ريال مدريد الأرجح:
1- هاينكس أمام مورينيو يوب هاينكيس المدير الفني لبايرن ميونيخ يملك سيرة ذاتية مهم ة للغاية، ويقود النادي البافاري حالياً في ولايته الثالثة، وسبق له أن درب ريال مدريد من قبل موسم 1997-1998. وسبق له تدريب أندية كثيرة وكبيرة داخل وخارج ألمانيا، أبرزها بوروسيا مونشنغلادباخ (مرتين)، أتلتيك بلباو الإسباني (مرتين)، بنفيكا البرتغالي وشالكه وباير ليفركوزن طوال مشواره التدريبي الذي وصل إلى 30 عاماً. وسبق لهاينكس الفوز بلقب "البوندسليغا" مرتين متتاليتين مع بايرن ميونيخ، ودوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد وهذا في حد ذاته دليل على المستوى التدريبي المرتفع لهاينكس. لكن تظل هناك نقطة ضعف في السيرة الذاتية لهاينكس وهي عدم بقائه مع أي فريق أكثر من أربع سنوات، ومعدل استمراره مع أي فريق لا يتعدى العام والربع. لقد تولى هاينكس تدريب بلباو وتينيريفي وإينتراخت فرانكفورت لفترات قليلة، وذلك بعد رحيله عن بايرن ميونيخ في فترة ولايته الأولى في الفترة من 87 إلى 1991. وعلى الرغم من فوزه مع ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا، إلا أنه أنهى الموسم المحلي في الليغا بالمركز الرابع وبفارق 11 نقطة عن برشلونة الذي توج باللقب حينها وتم الاستغناء عن خدماته بعد نهاية الموسم. بعدها استمر هاينكش في القفز من ناد إلى أخر دون أي يحقق أي نجاح بسبب تردي النتائج، لكنه نجح فيما بعد مع ليفركوزن، وكذلك مع بايرن ميونيخ في الموسم الحالي. لكن، التاريخ التدريبي لهاينكس الذي يترواح بين الصعود والهبوط مقارنة بنظيره البرتغالي جوزيه مورينيو الذي ينتقل من نجاح إلى نجاح ومن بلد إلى بلد ومن ناد إلى ناد، لا يجعل هناك مقارنة بين المدربين.
2-المدافعون يعتبر الدفاع هو أضعف خطوط ريال مدريد وبايرن ميونيخ، مقارنة بالقوة الهجومية للفريقين يأتي الدفاع في المرتبة التالية. لكل على المستوى الفردي في خطوط دفاعات الفريقين، يتفوق ريال مدريد مقارنة المدافعين أمام بعضهما البعض. ديفيد ألبا X مارسيلو (متعادلان) فيليب لام X أربيلوا = فيليب لام سيرخيو راموس X جيروم بواتينغ = سيرجيو راموس بيبي X هولغر بادشتوبر = بيبي وعلى الرغم من أن لام يتفوق على أربيلوا كثيراً، لكن راموس وبيبي يتفوقان بفارق كبير عن نظرائهم في بايرن ميونيخ، ويعتبر نوعاً من الكرة أن يتم وضع ألبا على قدم المساواة مع البرازيلي مارسيلو.
3- كريستيانو رونالدو هل يمكن أن يساعد أي فريق وجود ثاني أفضل لاعب في العالم بين صفوفه؟. يملك بايرن ميونيخ الثنائي (روبيري)، ولكن حتى ريبيري وروبن مجتمعين سيجدان صعوبة في مواجهة رونالدو في حال تقديم أفضل مستوياته الفنية. ويتفوق رونالدو على الثنائي البافاري في عدد الأهداف، إذ سجل 37 هدفاً مقابل 22 ل(روبيري) في الدوري المحلي، بينما سجل رونالدو 49 هدفاً في كافة البطولات هذا الموسم مقابل 30 لثنائي النادي الألماني، لكن الأخير يتفوق في التمريرات الحاسمة ب32 تمريرة مقابل 14 لرونالدو. وأمام مدافعين بايرن ميونيخ يمكن لرونالدو الذي سجل ثماني أهداف في ثماني مباريات بدوري أبطال أوروبا أن يسجل ب"أليانز أرينا".
4- غوميز غير فعال أمام الكبار بما أن الثنائي ريبيري وروبن ماهران في صناعة الأهداف ويتمتعان بقدرات كبيرة في التمريرات الساحرة التي تسفر عن أهداف، فإن مهمة غوميز ترجمة هذه الفرص إلى أهداف. لكن من سوء حظ بايرن ميونيخ، لا يملك غوميز القدرات التهديفية اللازمة عند مواجهة الأندية الكبيرة، لقد فشل البرازيلي الأصل الألماني الجنسية في التسجيل أمام شالكه وبوروسيا دورتموند وبوروسيا مونشنغلادباخ، هذا الموسم، والأندية الثلاثة هي أبرز منافسين لبايرن ميونيخ في "البوندسليغا". وقد سجل غوميز 11 هدفاً هذا الموسم في دوري أبطال أوروبا، سجلها في أندية على شالكهو مانشستر سيتي ونابولي وهي أندية تكون كفة بايرن ميونيخ الأرجح دائماً عندما يلتقيها على ملعبه. في الموسم الماضي، واجه غوميز نفس المشكلة من العقم التهديفي عند مواجهة الأندية المحلية الكبيرة، فقد فشل في هز شباك دروتموند في مباراتي الدوري ذهاباً وإياباً، وكذلك أمام شالكه في الدور قبل النهائي لكأس ألمانيا. حالة غوميز السيئة التي غالباً ما تظهر أمام الأندية الكبيرة ليست بنفس السوء الذي يظهر عليه العملاق السويدي زلاتان إبراهيموفيتش مهاجم ميلان الإيطالي مثلاً. فغوميز سجل ثلاثة أهداف هاتريك في مرمى باير ليفركوزن الموسم الماضي، وسجل أربعة أهداف "سوبر هاتريك" ضد بازل السويسري في إياب ربع النهائي على ملعب "أليانز أرينا" في مباراة كان يتحتم على النادي البافاري الفوز بها للاستمرار في دوري أوروبا. لكن على كل حال تراجع مستوى غوميز أمام الكبار هو الغالب على أدائه، وتكرار هذا الأمر أمام ريال مدريد ليضر ببايرن ميونيخ كثيراً.
5- الإرهاق كل من بايرن ميونيخ وريال مدريد يعانيان من الإرهاق، فحتى نهاية أبريل/نيسان الحالي يلعب كل منهما بفاصل يومين أو ثلاثة بين كل مباراة. وقد خاض النادي البافاري مبارياته الأسبوع الماضي دون توقف، فبعد فوزه 2-1 على نادي أوغسبورغ، واجه دورتموند حامل اللقب والمتصدر الحالي للبوندسليغا، بعد ذلك، واجه ماينز السبت الماضي وانتهت المباراة بالتعادل السلبي، ليواجه الريال بعدها بثلاثة أيام فقط، ثم يواجه فيردر بريمن مطلع الأسبوع المقبل قبل أن يسافر إلى مدريد لمواجهة الريال في مباراة الإياب ويختتم الشهر بمواجهة شتوتغارت. وعلى غرار بايرن ميونيخ، لعب ريال مدريد بدون توقف في الفترة الأخيرة بدأ بالتعادل السلبي على أرضه ضد فالنسيا، ثم مواجهة صعبة في ديربي مدريد أمام أتليتكو، ثم سبورتينغ خيخون. بعد مواجهة خيخون سافر الريال إلى ميونيخ، قبل أن يعود لمواجهة برشلونة لحسم لقب الليغا السبت المقبل على أرض الأخير، وفي ذات الأسبوع سيستقبل بايرن ميونيخ في إياب قبل النهائي الأوروبي ويختتم هذا الشهر الصعب بمواجهة أشبيلية على أرضه. بالطبع هذا الأمر سيؤثر على أداء الفريقين في مواجهة "أليانز أرينا"، لكن خبرة المدربين في عدم الاعتماد على لاعبين بعينهم في كل هذه المباريات ستحسم الأمر، وبالطبع ذلك سيصب في مصلحة النادي الملكي. بينما ريال مدريد يملك ريال مدريد عمقاً هجومياً نجد على الجانب الأخير أن أبرز خمسة لاعبين في بايرن ميونيخ (شفاينشتايغر، مولر، ريبيري، روبن، غوميز) أخذوا قسطا من الراحة خلال الموسم. لكن يجب على هاينكس أن يريح واحد على الأقل من أسلحته الخمسة المؤثرة قبل مواجهة النادي الملكي في "أليانز أرينا".