بينما يأمل أشبيلية الأسباني في إحراز لقبه الثالث ببطولة الدوري الأوروبي لكرة القدم ، سيكون منافسه بنفيكا البرتغالي في حالة من التربص الشديد لخطف أول لقب أوروبي له منذ أكثر من ستة عقود. ويلتقي الفريقان غدا الأربعاء بمدينة تورينو الإيطالية في المباراة النهائية لمسابقة الدوري الأوروبي حيث يطمح كل منهما لخطف اللقب الغالي بعد مسيرة طويلة في الطريق إلى تورينو. ويسعى بنفيكا جاهدا إلى إحراز اللقب ليكون ضمن الرباعية التاريخية التي يحلم بها والتي اقترب منها كثيرا ليعوض بها إخفاقه المثير للحزن والألم في العام الماضي. وفي نهاية الموسم الماضي ، خسر بنفيكا لقب الدوري البرتغالي كما خسر في نهائي كل من كأس البرتغال والدوري الأوروبي ولكن الفريق استعادة توازنه سريعا وعاد بقوة في الموسم الحالي تحت قيادة المدرب جورجي جيسوس. وحسم بنفيكا لقب الدوري المحلي قبل مرحلتين من نهاية الموسم كما فاز بلقب كأس أندية الدوري البرتغالي ليحصد أول لقبين له في الموسم الحالي ويسعى إلى الفوز بلقبين آخرين في الايام المقبلة حيث يلتقي أشبيلية غدا في نهائي الدوري الأوروبي ثم يلتقي ريو آفي يوم الأحد المقبل في نهائي كأس البرتغال. وإذا فاز الفريق باللقبين الآخرين غدا ويوم الأحد المقبل ، سيكتب بنفيكا بذلك تاريخا جديدا له في سجلات اللعبة. وأنهى بنفيكا مسيرته في الدوري البرتغالي هذا الموسم بالهزيمة أمام مضيفه ومنافسه التقليدي العنيد بورتو 1-2 يوم السبت الماضي ولكن الفريق وجماهيره لم ينزعجوا من هذه الهزيمة. وقال جيسوس بعد الهزيمة "لم نعتد الهزيمة ولكن الشيء السيئ الوحيد في هذه المباراة كان النتيجة.. منحنا الفرصة لعدد من اللاعبين غير الأساسيين.. كان هدفنا الفوز في المباراة ولكن تشكيلتنا ضمت ستة أو سبعة من لاعبي الصف الثاني. لسوء الحظ ، لم يكن الفوز ممكنا ، ولكن لم تكن هناك مشكلة". وأضاف "الهزيمتان اللتان تلقاهما الفريق في الدوري هذا الموسم لا يثيران قلقنا في ظل تحقيق الفريق للهدف الذي وضعه لنفسه هذا الموسم وهو الفوز باللقب". ورغم بيعه العديد من اللاعبين الرائعين ، ظل بنفيكا محتفظا بقدرته على المنافسة في السنوات الأخيرة. وكان من أبرز اللاعبين الراحلين عن صفوف الفريق في السنوات القليلة الماضية كل من راميريس ونيمانيا ماتيتش (إلى تشيلسي الإنجليزي) وفابيو كوينتراو وآنخل دي ماريا (إلى ريال مدريد الأسباني) وخافي جارسيا (إلى مانشستر سيتي الإنجليزي). ومع اهتمام بعض الأندية الكبيرة في أوروبا بالمدافع جواو كانسيلو واللاعب نيكولاس جايتان ، يأمل الفريق في إنهاء مسلسل الفشل الذي لازمه حيث خسر سبع مرات متتالية في المباريات النهائية التي وصل إليها في البطولات الأوروبية على مدار أكثر من ستة عقود. وتوج الفريق سابقا بلقب بطولة كأس الأندية الأوروبية الأبطال (دوري أبطال أوروبا حاليا) وذلك في عامي 1961 و1962 لكنه لم ينجح منذ ذلك الحين في الصعود لمنصة التتويج رغم وصوله للنهائي في سبع بطولات أوروبية على مدار هذه الفترة الطويلة. ويأمل الفريق في كسر هذه اللعنة وتحقيق هدفه بالتتويج بلقب البطولة هذه المرة في عاشر نهائي أوروبي يخوضه على مدار تاريخه. وانتقل بنفيكا للعب في الدوري الأوروبي هذا الموسم بعدما خرج من دور المجموعات في دوري الأبطال باحتلال المركز الثالث. وكانت أبرز المحطات في مسيرة الفريق بالبطولة هذا الموسم عندما التقى بيوفنتوس الإيطالي في الدور قبل النهائي وتغلب على فريق "السيدة العجوز" ليحرمه من تحقيق حلم الوصول للنهائي الذي سيقام غدا على ملعبه في تورينو. ويخوض بنفيكا النهائي بدون مدافعه سيلفيو الذي ما زال يعاني من الإصابة. وفي المقابل ، استعد أشبيلية لنهائي الغد بشكل سيئ حيث مني بالهزيمة أمام مضيفه خيتافي أمس الأول الأحد في المرحلة السابعة والثلاثين قبل الأخيرة من الدوري الأسباني. ولم تؤثر هذه الهزيمة على استمرار أشبيلية في المركز الخامس بجدول الدوري الأسباني علما بأن أوناي إيمري المدير الفني لأشبيلية خاض الفريق بدون العديد من نجومه الأساسيين الذين منحهم راحة من هذه المباراة استعدادا لنهائي الغد. وبعد فوزه بلقب البطولة بمسماها القديم (كأس الاتحاد الأوروبي) في عامي 2006 و2007 ، يولي إيمري وفريقه الاهتمام الأكبر لنهائي الغد الذي يسعى من خلاله للفوز بلقب الدوري الأوروبي للمرة الثالثة. ولذلك ، كان الاهتمام بنهائي الغد أمام بنفيكا أكثر من تركيز الفريق في مسيرته بالدوري الأسباني. ويأمل أشبيلية في الفوز باللقب لينضم إلى قائمة النخبة التي تضم كلا من يوفنتوس وإنتر ميلان الإيطاليين وليفربول الإنجليزي الذين سبق لكل منهم الفوز بلقب البطولة ثلاث مرات. وعلى النقيض من بنفيكا ، بدأ أشبيلية مسيرته في الدوري الأوروبي هذا الموسم من خلال الدور التمهيدي الثالث في أوائل أغسطس الماضي وأطاح في هذا الدور بفريق ملادوست بودجوريكا المونتنجري حيث سحقه 9-1 في مجموع المباراتين. كما كان الفريق بحاجة إلى ضربات الترجيح للتغلب على جاره ريال بيتيس في دور الستة عشر للبطولة ، واحتاج إلى هدف في الوقت الضائع من مباراة الإياب خارج ملعبه عندما التقى فالنسيا الأسباني في المربع الذهبي ليحجز مكانه في المباراة النهائية. ويفتقد أشبيلية في هذه المباراة جهود سيسينيو بينما تحوم الشكوك حول زميليه في الدفاع دانيال كاريكو وألبرتو مورينو بسبب الإصابة. ويبدو أن دافعا إضافيا يحث مورينو بالذات على التعافي سريعا والمشاركة في المباراة التي قد تكون من أواخر المباريات التي يخوضها مع أشبيلية قبل رحيله المحتمل عن الفريق هذا الصيف. ويأمل إيفان راكيتيتش لاعب الوسط المهاجم بفريق أشبيلية في إحراز اللقب مع الفريق قبل السفر مع منتخب بلاده إلى البرازيل للمشاركة في بطولة كأس العالم 2014 . وصرح راكيتيتش ، لموقع الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) على الانترنت ، قائلا "لدينا الكثير من الثقة ، والتي أرى أنها ستساعدنا على تحقيق هدفنا.. إذا وصل فريق كهذا للنهائي ، يكون من الواضح أننا نرغب في الفوز باللقب". وأضاف "يمكنني أن أؤكد لكم أن الجميع يعلمون كل التفاصيل الخاصة ببطولتي 2006 و2007 . من المهم أن يعلم الناس. عليهم أن يدركوا دلالة وأهمية هذه البطولة".