أطلق التشيكي العنيد لوكاس روسول ضربات جريئة يمينا ويسارا ليهز الملعب الرئيسي لبطولة ويمبلدون للتنس الخميس بفوزه الصعب في خمس مجموعات على الاسباني رفائيل نادال الفائز باللقب مرتين. ويحتل روسول المركز 100 في التصنيف العالمي للمحترفين ولم يسمع إلا القليل من الجمهور الذي حضر المباراة والذي بلغ 15 ألفا باسمه قبل الخميس لكن أحدا من الحاضرين لن ينسى أحد أكبر المفاجآت في تاريخ البطولة العريقة التي بدأت قبل 126 عاما. وحين أدرك نادال التعادل 2-2 في المجموعات بدا أنه سيصل لا محالة للدور الثالث رغم المعاناة. لكن روسول البالغ من العمر 26 عاما عاد بعد توقف اللعب 30 دقيقة لإغلاق السقف المتحرك ليقهر نادال الحاصل على 11 لقبا في البطولات الأربع الكبرى ويكمل انتصاره المثير 6-7 و6-4 و6-4 و2-6 و6-4 في ثلاث ساعات و18 دقيقة. وطغت تلك الإثارة في آخر مباريات اليوم الرابع على كل ما سبق من أحداثه. وسيبقى في الذاكرة أداء قوي من لاعب ينتمي لعالم تنس غير الذي جاء منه نادال. وبعد الخسارة في الشوط الفاصل للمجموعة الأولى 11-9 رد روسول بالفوز بمجموعتين متتاليتين. وانتفض نادال في الرابعة لكن روسول عاد بعد إغلاق الملعب ليفرض سيطرته. وتقدم روسول 5-4 والإرسال بحوزته وتسلطت الأعين على اللاعب التشيكي لترى إن كان سيحتفظ بهدوئه. لكنه وببساطة شديدة تنفس بعمق وحدق ببصره في الشبكة وأطلق ضربتي إرسال ساحقتين وضربة أمامية رائعة ثم إرسال ساحق آخر ليترك نادال عاجزا عن الحركة. وبعد أن مر إرساله الساحق رقم 22 أمام عيني نادال ارتمى روسول أرضا غير مصدق قبل أن ينهض على قدميه ويصافح منافسه الذي لم يتذوق طعم الهزيمة في الدور الثاني ببطولة كبرى منذ ويمبلدون 2005. وقال روسول الذي لم يسبق له اللعب في الأدوار الرئيسية لبطولة ويمبلدون قبل هذا الأسبوع ""لم أتخيل أبدا تحقيق مثل هذا الانتصار". وأضاف "اشعر بالأسف الشديد من اجله لكني أتمنى أن أقدم عرضا آخر مثل مباراة اليوم. لعبت أفضل مباراة في مسيرتي ويعني هذا الانتصار الكثير بالنسبة لي". وسدد روسول 60 ضربة ناجحة في المباراة ووصلت سرعة بعض ضرباته إلى 160 كيلومترا في الساعة. أما نادال الذي كان يأمل في الجمع للمرة الثالثة بين لقبي فرنسا المفتوحة وويمبلدون فاعترف بأنه لم يكن بوسعه فعل الكثير في مواجهة الضربات الاستثنائية التي أطلقها روسول. وقال "في المجموعة الخامسة قدم عرضا أكثر من رائع. في أول ثلاث مجموعات لم العب بشكل جيد". وأضاف "لعب قرار إغلاق السقف ضدي لكن يتعين علي قبول الأمر. عاد (روسول) ليقدم عرضا رائعا في المجموعة الخامسة. اشعر بخيبة أمل كبيرة". وقد يصب خروج نادال في مصلحة موراي الذي كان يمكن أن يواجهه في قبل النهائي.