أول شيء ينبغي أن يفهمه عبد الإله أكرم من إخراج الوثائق الخاصة بقرار حكم اللجنة التأديبية ل"فيفا" إلى العلن، أن ذلك يعني الكثير ويحمل رسائل موجهة إليه نتمنى ان يلتقطها بالطريقة السليمة. القرار العقابي الذي أخرج إلى العلن في هذا الوقت بالذات، هو نوع من التذكير بإحدى زلات أكرم التي كان سقط فيها في شهر دجنبر الماضي أثناء تنظيم المغرب لكأس العالم للأندية، وكلفت منعه من دخول ملاعب النسخة الحادية عشرة من المنافسة في دجنبر المقبل بالمغرب، والتهمة للأسف هي مس أكرم، نائب رئيس الجامعة الحالية وعضو اللجنة المنظمة، بشرف وقانون التذاكر والاعتمادات الخاصة، بعد محاولته إدخال مجموعة من أصدقائه وأفراد عائلته إلى المنصة الرسمية دون توفرهم على دعوات ولا اعتمادات. الرسائل متعددة من تسريب وثائق القرار، أولها أن أكرم لم يعد شخصا مرغوبا فيه في دائرة القرار الكروي في المغرب، وفي الجمع العام المقرر أن يعقد غدا الأحد وينصب فوزي لقجع رئيسا باعتباره مرشحا وحيدا، وحتى إذا حضر فلن يكون مسموحا له بالكلام بعد تذكيره إعلاميا بخبايا القرار الصادر ضده باعتباره أحد الممثلين للمغرب في تنظيم كأس العالم للأندية. هناك رسالة أخرى مفادها أن أكرم الذي يمثل فريقا كبيرا وعريقا من قيمة الوداد، لم يعد يصلح أيضا لمواصلة ترؤسه هذا الفريق، خاصة أن كان في الجمع الماضي مرشحا منافسا للقجع في رئاسة الجامعة، قبل انسحابه "من أجل مصلحة الكرة المغربية"، حسب قوله، مقابل الحصول على منصب في مكتب الرئيس الجديد، وهي الأمنية التي لم تكتمل بعد رفض "فيفا" نتائج الجمع العام ليوم 11 نونبر الماضي. وإلى حين تلقيه الإشارات المرسلة إليه، فإن أكرم الذي سبق له أن نفى تعرضه للعقوبة من "فيفا" وسرب رسالة شكر سابقة توصل بها من الاتحاد الدولي بعد انتهاء تنظيم الدورة العاشرة لكأس العالم للأندية، ليعزز نفيه، ينبغي له أن يقدم اعتذارا للمغاربة عما صدر منه، ووضعنا جميعا في موقف حرج مع من نأمل أن يمنحونا كأس العالم 2026، ونحظوا بثقتهم مستقبلا في كل ما نحلم بتنظيمه، فأكرم كان عضوا في اللجنة المنظمة باسم المغاربة أجمعين، وهو كان يمثل صورتنا في التسيير والتدبير اليومي للرياضة، وكان يمثل عقلية مغربية ربما يعتقد مسؤولو "فيفا" أن أكرم هو أسوأ من يعطي صورة عنها. اعتذار أكرم واجب، لأن الاتحاد الدولي ربما لم يسبق له أن صادف حالة مسؤول في اللجنة المنظمة اعتقد نفسه في أحد المنافسات الوطنية ليفرض دخول أقربائه، بينما الأمر كان يتعلق ببطولة ينظمها "فيفا" والمغرب محتضنها. للمقارنة فقط، سيباستيان كو، العداء العالمي البريطاني السابق كان على رأس اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن 2012، وخوفا من هذه الزلات فرض على زوجته وأطفاله السفر خارج بريطانيا "باش ما يغروش الشيطان" حتى لا يجد نفسه مضطرا لإدخالهم الملعب وتتهمه الصحافة باستغلال النفوذ لصالح عائلته في منافسة هي ملك للبريطانيين جميعا.