عاد ليونيل ميسي إلى التسجيل وإهداء فريقه النقاط الثلاث أمام أتلتيك بلباو، لكنه عاد في ذات الوقت إلى التقيؤ المقلق الذي قال عنه المدرب تاتا مارتينو في بداية هذا الموسم "بالتأكيد الأمر ليس طبيعياً". وبات سبب تقيؤ ميسي مسألة مطلوب البحث عنها في الأوساط الإعلامية والجماهيرية والبرامج الحوارية في اسبانيا، فحاول البعض الاجتهاد بشأنه وقدموا تفسيرات، وكان تقرير صحيفة الماركا عن الأمر هو الأكثر انتشاراً، حيث قالت الصحيفة إن التوتر والقلق المسيطران على ليونيل ميسي هما السبب الرئيسي لهذا التقيؤ، حيث أن النجم يشعر بأنه مطالب بالكثير في كأس العالم المقبلة في البرازيل، ومع اقتراب البطولة بات الضغط أكبر فازدادت عدد مرات التقيؤ.
ومن أسباب توتر ميسي الأخرى الزائدة عن الحد الطبيعي هذا الموسم قضية الضرائب وتهديده بالسجن في حال ثبت تورطه فيها، إضافة إلى خلافاته بشأن عقده مع النادي الكتالوني وكثرة الطالبين لوده من الأندية الأخرى، إضافة لما يقال من أجواء غير مريحة شهدتها غرف تغيير ملابس برشلونة مؤخراً من خلافات بين اللاعبين ورغبة بعض الأعمدة الرئيسية بالرحيل أمثال فالديس وبويول وإشاعات جديدة تتناول مستقبل تشافي أيضاً.
وفي شهر مارس الماضي قال ليونيل ميسي لقناة باور سوكر بعد مواجهة رومانيا ودياً والتي شهدت حادثة تقيؤ أخرى له "هذا أمر يحدث معي دائماً، ليس شيئاً جديداً"، لكن الملاحظ على ليونيل ميسي أن هذه الحالة تكررت في هذا الموسم أكثر من غيره وإن لم تكن جديدة كما يقول، بل ذهبت صحيفة البايس الإسبانية للقول "أصبح التقيؤ جزءً من حياة ليونيل ميسي اليومية، سواء كان الأمر في الملعب أو خارجه". موقع Stack المتخصص بالتدريبات واللياقة البدنية يصف عملية التقيؤ للرياضيين بقوله "يؤمن المدربون بأن تقيؤ الرياضيين إشارة إلى التدريبات المكثفة والقيام بمجهود كبير، لكن هذا يعني بأنك تتدرب بقسوة وليس بشكل ذكي"، وهنا يجب الربط بين الفترة التي ازداد فيها تقيؤ ميسي والأنباء التي قالت إن النجم الأرجنتيني طالب بمعد بدني جديد بدلاً من الرجل الذي لازمه سنوات عديدة خوانخو براو، وذلك بعد تحميل ليونيل لبراو جزءً من مسؤولية إصاباته فكان استقدام المعد البدني للمنتخب الأرجنتيني "لويس جارسيا" إلى برشلونة، وبالتالي فإن نوعية تدريبات ليونيل تغيرت في حال صدقت تلك الأنباء التي تؤكدها الصحافة الكتالونية بين الحين والآخر، وقد يكون جارسيا يعطي ميسي تمارين أكثر من مستوى تحمله، فكانت هذه النتائج.
صحيفة آس المدريدية في الماضي توقعت عودة ميسي إلى مدربه البدني السابق ولو بعد حين، لأن براو هو الشخص الذي يعرف طبيعة جسم وعضلات ليونيل أفضل من أي مدرب أخر، إلا أن تقارير من داخل النادي تؤكد أن براو بات في وظيفة أعلى وأقرب للإشراف العام على جميع اللاعبين بدلاً من الإشراف على لاعب واحد فقط.
السبب الثالث المتهم بتقيؤ ميسي هو نظام التغذية، فحسب موقع Livestrong واسع الانتشار والمختص بالصحة الرياضية فإن الجفاف ونوعية الطعام وتوقيت الوجبات تعد سبباً رئيسياً في هذه الحالة، وهنا أيضاً يوجد خبر يعزز هذا السبب، فقد أكدت صحف اسبانيا مطلع الموسم استقدام أخصائية التغذية سيلفيا تريموليدا بشكل خاص من قبل ليونيل ميسي، وأنها وضعت له نظام ليكون جاهزاً 100% لكأس العالم، هذا النظام قد يكون مسؤولاً هو الأخر عن تقيؤ ميسي.
وفي الموسم الماضي وعندما تعرض برشلونة لخسارة ساحقة أمام بايرن ميونخ في دوري الأبطال وخرج من كأس الملك أمام ريال مدريد، تحدثت الصحف عن تمرد ليونيل ميسي الغذائي، وأنه منذ خروج بيب جوارديولا لم يعد يلتزم بالحمية التي كان قد وضعها المدرب الكتلوني الذي ترك الفريق، حيث أن جوارديولا يؤمن بأنظمة الحمية كجزء من اللعبة ولا يسمح بتجاوزها أبداً، وبالتالي فإن معدة ميسي قد تكون بيت الداء!