ألكسندر سونغ .. هو اللاعب الأفريقي الوحيد الموجود في قائمة فريق برشلونة حاليا، بل أن النجم الكاميروني أيضاً يعاني من الجلوس على مقاعد البدلاء منذ أن انتقل لقلعة كامب نو قادماً من آرسنال حتى ضاق بيه الحال.. ولكن علينا الاعتراف أيضا أنه ليس ذلك اللاعب السوبر الذي يستطيع تقديم الفارق مع النادي الكتالوني على عكس لاعبين أكثر قوة ارتدوا القميص الأحمر والأزرق مثل ايتو ورونالدينهو وتيري هنري مثلا. ما يحدث مع سونغ في الأونة الأخيرة تكرر من قبل مع نجم أفريقي آخر وهو يايا توريه نجم منتخب ساحل العاج الذي انتقل لفريق مانشستر سيتي وأصبح أحد أفضل لاعبي الوسط في العالم، ولكن في برشلونة كان يعاني من قهر غوارديولا الذي كان يفضل إشراك بوسكيتس الكتالوني بدلاً منه! يتكرر نفس الأمر قبل أعوام عندما قرر برشلونة التخلص من النجم الكاميروني صامويل إيتو في عز تألقه وقام أيضاً بدفع مبلغا كبيرا من المال لاستبداله بنجم إنتر ميلان وقتها زلاتان إبراهيموفيتش، بالرغم من أن اللاعبين متساويان في العمر، ولم يكرم إيتو على إنجازاته في برشلونة بل إنه عانى أحياناً من هتافات عنصرية في إسبانيا ولم تدافع عنه إدارة نادي برشلونة أو ترد له اعتباره بالقدر الكافي مثلما يحدث في بلدان أخرى مثل إنجلترا وحتى إيطاليا التي تعاني من العنصرية في ملاعبها إلا أن إدارة الأندية والسلطات الإيطالية تحاربها بشدة. رحيل إيتو كان مفاجئاً لجماهير كامب نو، الذي تألق في عامه الأول مع النيراتزوري وفاز بثلاثية منها دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة في مسيرته، بينما فشل إبراهيموفيتش في إثبات نفسه في البلوغرانا ومازال يبحث عن لقبه الأول في دوري الأبطال. ولكن هل هذه التصرفات تحدث من إدارة نادي برشلونة تجاه النجوم الأفارقة فقط، أم ضد أصحاب البشرة السمراء؟! أم هي مجرد صدفة لا أكثر ولا أقل؟.. سؤال يطرح نفسه بعد أن هاجم الفرنسي إيريك أبيدال الفريق بعد رحيله لموناكو وأكد إنه لم يجد معاملة جيدة أو تقدير من النادي الكتالوني بالرغم من مظاهر المساندة التي كانت أمامنا في وسائل الإعلام، إلا أن النجم الفرنسي أكد أن خلف الكواليس كانت تحدث أشياء خلاف ذلك؟!. نعود بالذاكرة أيضاً لعام 2004، عندما تخلى برشلونة عن هدافه النجم الهولندي باتريك كلويفرت بالرغم من إنه كان مازال في التاسعة والعشرين من عمره، حتى مواطنه المدرب فرانك ريكارد لم يحظى بالضجة الإعلامية التي حظى بها خليفته غوارديولا، بالرغم من أن ريكارد حقق بطولات صعبة انتزعها من غريمه ريال مدريد الذي كان يضم الغلاكتيكوس "فيغو، زيدان، رونالدو، راؤول، بيكهام، روبيرتو كارلوس" بالإضافة إلى منحه اللقب الثاني لفريقه في دوري أبطال أوروبا بعد 14 عاماً. وكان ريكارد لا يملك نجوم تضاهي النجوم التي امتلكها غوارديولا، كان ريكارد يمتلك رونالدينهو وإيتو فقط هما نجمي الفريق، وكان ميسي ما يزال لاعبا ناشئا والباقي لاعبين أمثال غودينسون وجيولي والعجوز هنريك لارسون، ومع ذلك استطاع أن يحقق بطولات معهم، ولم يتلق حسن المعاملة ورحل عن الفريق وأصبح في طي النسيان. حتى كيتا الذي لعب لفترة ليست بالقليلة، لم يجد الترحاب الكامل أو الدعم المالي فقد طلب الرحيل قبل انتهاء عقده بعامين، لينتقل إلى الدوري الصيني بحثا عن المال. هل توجد عنصرية في برشلونة ضد أصحاب البشرة السوداء؟! أم هي صدفة؟! لا أحد يعلم، ولكن المؤكد هو أن العنصرية والطائفية موجودة في إسبانيا، وإلا لم نكن نرى منتخبا يسمى بمنتخب كاتالونيا، وعلم للإقليم ومطالبة بالانفصال عن إسبانيا، حتى إذا تحولنا إلى إقليم الباسك فسنجد فريق أتلتيك بيلباو، أحد أعرق الفرق في إسبانيا وهو النادي الوحيد الذي لم يهبط للدرجة الثانية مع ريال مدريد وبرشلونة، سياسته تعتمد على ضم لاعبين من إقليم الباسك فقط، ولا يتم ضم أي لاعب جذوره لا تعود لهذا الإقليم، ربما يكون هذا نوع من العنصرية أيضاً، فهل أصاب فيروس العنصرية برشلونة، أم إسبانيا بأكملها، وهل نجح الإعلام الإسباني بقوته في إخفاء هذه العنصرية المقننة بأفلام أبيدال التي افتضح أمرها فيما بعد؟! و اخترنا لكم هذا الفيديو الذي يخلد لأجمل هدف سجله النجم الأسمر إيتو رفقة برشلونة :