مراكش: حنان الشفاع عاشت مدينة مراكش الحمراء، و على غرار باقي المدن المغربية، ليلة خضراء، بعدما حلق النسر الرجاوي عاليا بالكرة المغربية، وأعاد لها الاعتبار، وحقق انجازا عربيا غير مسبوق بالتأهل إلى نهاية مونديال الأندية عن جدارة و استحقاق. التأهل التاريخي جاء نتيجة قتالية اللاعبين، الذين كانوا في مستوى تطلعات كل الجماهير المغربية، التي توافدت على المركب الكبير بمراكش من كل أنحاء المملكة و من خارجها، واصرت على متابعة المباراة رغم ارتفاع ثمن التذاكر في الاسواق السوداء لمساندة الخضر. النسور الخضر كانوا على موعد مع التاريخ، وحققوا ثاني إنجاز إفريقي بعد فريق مازامبي الكونغولي. جميع شوارع عاصمة النخيل عاشت أجواء الفرحة بكل الألوان و الأشكال، فرحة تشاركتها كل "الالترات" المناصرة للفريق الوطنية، في ليلة ذاب فيها الانتماء للفرق وتوحد الجميع خلف الرجاء المغربي، وخلف الانتماء الكبير للوطن، الذي كان شعبه بحاجة إلى فرحة كروية تنسيه مراراة الإخفاق المبكر من المنافسات الماضية. هدا الإحتفال بالإنجاز العالمي لرجاء الشعب كان تحت تعزيزات أمنية مشددة، حرصاً على سلامة أنصار الكرة. ورغم الانفلاتات التي سجلت وتكسير زجاج بعض السيارات، فإن الإحتفال دار في أجواء رياضية رائعة، رصدته قنوات عالمية. وشارك أنصار الرجاء لاعبي الفريق فرحتهم في مقر إقامتهم بمراكش، ونوهوا بالمدرب التونسي فوزي البنزرتي، الذي رغم أنه تولى مهمة قيادة الخضر أربعة أيام فقط قبيلة إنطلاق مونديال الأندية، فقد وضع لمسته وأعاد لهم الثقة والرغبة في الإنتصار وروح اللعب الجماعي. و دارت المباراة تحت شبابيك مغلقة، بعد نفاد كل التداكر. ودونها الرجاء أمسية خضراء للتاريخ، قادت الكرة المغربية والعربية إلى القمة، ليضرب الرجاء موعداً جديداً، السبت، أمام بايرن ميونيخ الألماني.. ورغم حجم الخصم فمع النسور لا نعرف المستحيل.