خلاصات عديدة تتركها مباراة غامبيا. هناك من سيقول إن المدرب إيريك غريتس أثبت فشله، ويجب أن يرحل، وإن الجامعة فشلت ويجب أن ترحل هي الأخرى. وهناك من سيقول إن منتخبنا ضعيف حتى لو تغير المدرب ورحلت الجامعة. وهناك أيضا من سيقول إن في المباراة بواعث أمل، إذ دخل لاعبان في سن أولمبي (زكرياء بركديش وعبد العزيز برادة)، ولاعب لأول مرة (إسماعيل بلمعلم)، ولاعبان آخران من البطولة (أيوب الخالقي وياسين الصالحي). يصرف النظر عن النتيجة، فقد كان ممكنا أن تكون أحسن مما كان لو احتسب الحكم هدف ياسين الصالحي، وأعلن ضربة جزاء لفائدة المنتخب الوطني وطرد الحارس الغامبي، ولكن في هذا المنتخب ملاحظات تجعل من الصعب التفاؤل به، سواء في التأهل أو في مباراة السبت المقبل أمام كوت ديفوار، فما هي؟ أولا: المنافس الذي واجهه المنتخب الوطني، وكان منهزما أمامه بهدف لصفر، منتخب صغير يخطو خطواته الأولى في الساحة الكروية الإفريقية، ولم يلتحق به مدربه، القادم من جمعية المدربين الهواة بإيطاليا، إلا يومين قبل المباراة. ثانيا: سباق التأهل في مجموعة تضم كوت ديفوار، ويصعد منها منتخب واحد، يفرض البحث عن نقاط خارج الميدان، وأمام المنتخبات التي تكمل المجموعة، قبل التفكير في المواجهة المباشرة مع المنتخب الإيفواري، والتي فيها احتمال الخسارة أكبر من الربح. ثالثا: المنتخب الوطني يحتاج عملية بناء، لكن طريقة تدبيره، والحاجة الملحة إلى النتائج، تجعل العملية صعبة ومرتبكة، فبناء منتخب لا يتم بتجريب لاعبين شهورا عديدة في المعسكرات والمباريات الإعدادية، وفي يوم المباراة الحاسمة يدخل لاعبون آخرون لأول مرة، ولا يتم بهدر سنتين من العمل دون الوصول إلى من هو اللاعب الذي يصلح للمنتخب، هل من نوعية مروان الشماخ؟ أم من نوعية عبد العزيز برادة؟ أم أيوب الخالقي؟ سؤال: ألا يمكن أن يكون مظهر المنتخب الوطني في مباراة غامبيا هو حجمه الحقيقي، أي أقصى ما يمكنه بلوغه بمنظومته الحالية، لاعبون ومدرب وجامعة؟ مجرد سؤال لكن أغلبنا يفكر فيه. للأسف.