في تدريب المنتخبات الوطنية لكرة القدم طريقتان وأسلوبان في العمل: هناك مدربون يختارون العمل وفق مجموعة معينة من اللاعبين، ثم يعملون على تطويرها وتقويتها وتحفيزها وتعزيزها مع مرور الوقت، وهناك مدربون يستدعون كل لاعب يبرز أو يتألق مع فريقه، وينتظرون منه تقديم الإضافة بتقنياته ومهاراته وقوته. في المنتخب الوطني تبدو الطريقة الثانية هي المعمول بها منذ منتخب بادو الزاكي في 2004، أولا بالنظر إلى غياب الاستقرار في الطاقم التقني والفترات القصيرة التي قضاها أغلب المدربين، وثانيا بالنظر إلى غياب قاعدة واضحة وقوية للاختيارات بسبب تراجع مستوى الدوري الوطني، وغياب قاعدة للمنتخبات الصغرى، وحتمية الاعتماد على اللاعبين الممارسين في الخارج، وثالثا بسبب ضغط الجمهور والرأي العام المطالب بالنتيجة، والذي يوازيه ضعف موقف الجامعة، وهذا يولد لهفة كبيرة على النتائج بأي طريقة. والنتيجة مدربون يذهبون وآخرون يأتون ومنتخب بلا هوية، يحاول في كل مرة أن ينطلق من الصفر، وإذا انطلق، كما حدث في بعض المباريات، وآخرها مباراة جنوب إفريقيا، يعود إلى نقطة البداية، لأن من يدربونه أو يشرفون عليه يؤمنون باللاعب لا بالمجموعة، وبالنتيجة لا بالعمل. للأسف.