أسماء لا بد أنها مازالت قريبة من أسماعكم: رضا الرياحي ورشيد روكي وعزيز الكراوي ومحمد الحسايني ومولاي عبد الله بلبكري ويوسف مريانة ومصطفى الشادلي ومحمد البوعبدلاوي ونور الدين الزياتي وطارق شهاب. لاعبون تألقوا لسنوات عديدة، ثم انسحبوا في صمت. ليس منذ وقت طويل، بل فقط منذ عام أو بضعة أشهر. بعض هؤلاء اللاعبين، وغيرهم كثير وقبلهم أكثر، انسحب مكرها، إما بسبب غموض في التعامل، كما حدث لروكي في الفتح، وبلبلكري في الخميسات، والرياحي في الجديدة، والبوعبد اللاوي وطارق شهاب في الكوكب، والزياتي في شباب المحمدية، أو لأسباب تتعلق باختيارات تقنية كما حدث للشادلي في الجيش الملكي. لكن جميعهم انسحبوا دون أن يلتفت إليهم أحد، بل حتى دون أن يعلنوا خبر اعتزالهم. كان الواحد منهم يتدرب ويلعب، وفي يوم يشعر بأنه لم يعد صالحا للفريق أو أن الفريق لم يعد صالحا له، فيقرر في اليوم الموالي أن لا يذهب إلى الملعب، ولا يدري أنه أسدل ستارة على مسار طويل سيسجل في التاريخ، كيفما كانت النهاية. مشكلة الكرة المغربية أنها تخضع دائما لفكر ومزاج المسير أو المدرب، وليس لقيم النادي وتاريخه. هذا الوضع هو الذي يجعل أغلب أصحاب القرار في الأندية الوطنية، مسيرين ولاعبين، يقررون ويتصرفون انطلاقا من حساباتهم وأفكارهم ومواقفهم الشخصية، وليس انطلاقا من ثقافة النادي وقيمه. لنشرح أكثر: في ميلان كان هناك خلاف بين الرئيس المنتدب أدريانو غالياني والعميد الشهير باولو مالديني. خلاف حول العقود والأفكار وغيرها من الأمور اليومية التي تحدث في فريق لكرة القدم، ولكن في النهاية غالياني هو الذي قال: بعد اعتزال مالديني القميص الرقم 3 سيسحب من النادي، ولن يرتديه أحد تكريما له، وسنعيده بشرط واحد أن يرتديه أحد أبنائه. هذا هو الفرق.