لم يتوقف الجدل الدائر بخصوص تأسيس جمعية اللاعبين الدوليين السابقين للمنتخب الوطني لكرة القدم، وبدا على امتداد دقائق الندوة الصحفية التي نظمتها الجمعية، الإثنين الأخير، بوسط مدينة الدارالبيضاء، أن مخاض «التأسيس» سيكون موجعا، وأن الكثير من علامات الاستفهام ستظل مطروحة، حول أسباب وخلفيات عقد الجمعية لجمعها العام بشكل سري. في ندوة أول أمس الإثنين قدم يوسف روسي الخطوط العريضة لبرنامج عمله، وهو البرنامج الذي بدا هادفا وطموحا، وتحدث مراد فلاح وقدم صورة جيدة عن اللاعبين بطريقة حديثه، وبكلماته التي كان يختارها بعناية وبدقة وعفوية، مثلما قدم مراد حديود وخالد فوهامي صورة جيدة عن اللاعب الدولي، وأن بمقدوره الانتقال بشكل سريع من اللعب إلى دخول مجال التسيير، وتقديم الإضافة المطلوبة، في وقت كان فيه حسن فاضل المهاجم السابق للمنتخب الوطني وأمين مال الجمعية نغمة نشاز، وهو يسهب في الحديث عن ماضيه الكروي، بل ويقلل من قيمة اللاعبين المغاربة الذين حملوا الكرة الذهبية، خصوصا لما قال إنه في الوقت الذي كان هو يلعب فيه أساسيا مع مالقا فإن حامل الكرة الذهبية في إشارة إلى محمد التيمومي، كان وقتها في الاحتياط، أو لما اعتبر اللعب لفريق «مايوركا» بأنه كان «قصارة»، ربما فقط لأن بادو الزاكي عميد المنتخب الوطني السابق لعب لهذا الفريق، أو حين قال إن اللاعب الدولي من المفروض أن يحصل بسرعة على ديبلومات التدريب، وهو أمر غير مقبول، لأنه لا يمكن الحصول على أي شهادة دون دراسة ودون إعطائها الوقت الكافي للتحصيل العلمي. إن جمعية قدماء اللاعبين، من المفروض أن تكون ملاذا لجميع الدوليين السابقين، وأن تحتضنهم وتكون صوتا حقيقيا لهم، وليس مجرد رجع صدى لما يريده آخرون، ثم إن غياب العديد من الأسماء البارزة التي طبعت اسمها في الكرة المغربية لا شك أنه مستفز ويثير علامات استفهام عديدة. في الندوة الصحفية، تحدث مراد فلاح عن الديمقراطية، وعن الشفافية، وقال إن زمن التصفيق قد ولى، قبل أن يؤكد أنه تمت المسارعة إلى عقد الجمع العام بالطريقة التي تم بها، ل»قطع الطريق» عن آخرين كان من شأن وضعهم لقبضتهم على الجمعية أن يحيد بها عن أهدافها. ما غاب ربما عن فلاح، ولم تكن الفرصة سانحة لمناقشته فيه، هو أن الديمقراطية، كانت تقتضي الإعلان عن الجمع العام عبر وسائل الإعلام حتى تكون الفرصة سانحة أمام الجميع، وحتى يكون بمقدور كل من تتوفر فيه الصفة أن يترشح لرئاستها أو عضوية مكتبها، لذلك، حتى لو كانت النوايا سليمة، فإن التقييم الحقيقي يقاس بما يتم على أرض الواقع، وهناك فيصل واحد هو صندوق التصويت وليس شيئا آخر.