أسطورة تغرد خارج السرب..لاعب استثنائي لا يختلف على موهبته اثنان..اكتسب احترام أعدائه قبل أصدقائه بفضل موهبته ودماسة خلقه، يمضي بخطى ثابتة نحو تخليد اسمه في سجلات التاريخ رغم كثير الظلم الذي تعرض له طوال مسيرته، يكفي أنه جعل من الرقم 6 معنى للمتعة والفن الكروي.. إنه تشافي هيرنانديز، عميد لاعبي برشلونة وأكثرهم تتويجا بالألقاب. تبرز عبقرية تشافي في أنه لا يمكن مقارنته بأي لاعب على مر العصور، فقد صنع لنفسه أسلوبا متفردا في صناعة اللعب بلمسات رشيقة وفنية، واعتاد على إدارة عمليات ومعارك خط الوسط بحنكة اكتسبها بخبرة السنين. كانت ليلة السبت شديدة التميز بالنسبة لتشافي، فبمجرد إطلاق صافرة مباراة التعادل بين ريال مدريد وإسبانيول على أرض برشلونة، أدرك ابن مدرسة لاماسيا أنه بات أكثر لاعب في تاريخ النادي الكتالوني تتويجا بلقب الليغا، حيث صار يحمل في خزانة بطولاته سبعة ألقاب من الدوري المحلي، ليفض الشراكة مع زميل الملاعب ومدربه السابق بيب غوارديولا، بل وتفرد بالرقم القياسي متخطيا ليونيل ميسي وكارليس بويول وأندريس إنييستا وفيكتور فالديز وباركيرو وزوبيزاريتا وساليناس. كان تاريخ ميلاد ملحمة تشافي مع الليغا قد تأرخ في يوم الثالث من تشرين أول/أغسطس 1998 بعد أن منحه المدرب الهولندي المخضرم لويس فان غال فرصة العمر باللعب مع الفريق الأول في مباراة الانتصار على فالنسيا 3-1 ، ولم يكن حينها يعلم أن العمر سيمتد به ليلعب 441 مباراة بقميص البلوغرانا، وهو رقم لم يصل إليه غيره في النادي. رد تشافي الجميل لفان غال، فسجل هدفا حاسما في مرمى بلد الوليد ساهم في التتويج بالليغا 1998 لينقذ مدربه من الإقالة المنتظرة آنذاك. ظن تشافي أن الدنيا ابتسمت له حين توج بالليغا مجددا في موسمه الثاني، غير أنه اضطر لتحمل عذاب الحرمان منها ست سنوات متتالية، حتى تحققت الانفراجة مع الهولندي الآخر فرانك ريكارد في 2005 ، ليكرر الانجاز في 2006 في عز مجد الساحر البرازيلي رونالدينيو، رغم أن الإصابة اللعينة أبعدته عن الملاعب خمسة أشهر. وانفجر بئر البطولات مع وصول المدرب الشاب غوارديولا رفيق الكفاح، فنال تشافي في حقبته ثلاثة القاب متتالية في الليغا 2009 و2010 و2011 وخسر واحدة في 2012، قبل أن يستعيد أمجاده مع تيتو فيلانوفا ويحسم الكأس السابعة، رغم أن اللقب الأخير لم يكن له بريقا كأسلافه، إذ نالت الشيخوخة وكثرة الإصابات من اللاعب العظيم، لكنه يظل المايسترو الذي روض الساحرة. المستديرة على أعذب الألحان وبخلاف الالقاب السبعة في الدوري الإسباني، تمكن تشافي من التتويج بلقبين لكأس الملك وخمسة ألقاب للسوبر المحلي، وثلاثة ألقاب لدوري أبطال أوروبا، ولقبين لكأس السوبر الأوروبي، ولقبين لكأس العالم للأندية، بالإضافة إلى لقب كأس العالم ولقبين لكأس الأمم الأوروبية مع المنتخب الإسباني. وأصبح تشافي بذلك أكثر لاعب تتويجا بالبطولات في تاريخ الكرة الإسبانية ب24 لقبا، بالتساوي مع أسطورة ريال مدريد خينتو.