دخلت جمعيات محبي الرجاء البيضاوي لكرة القدم على خط انتخابات الرئاسة التي سيشهدها الفريق في جمعه العام المقرر في سابع يونيو المقبل. اختارت الجمعيات أن توجه رسائل شديدة اللهجة إلى منخرطي الفريق الذين سيتولون اختيار الرئيس المقبل، داعية إياهم إلى اختيار الرجل المناسب وعدم الدخول في عمليات البيع والشراء التي يمكن أن يشهدها الجمع العام. وإذا كانت دعوة جمعيات محبي الرجاء وموقع أنصار الفريق إيجابية وجاءت في الوقت المناسب، إلا أن من الواضح أن أزمة الرجاء هذا الموسم ساهم فيها أيضا بعض أنصار الرجاء ممن باتوا يعطون الدروس للصحفيين والمحبين، ولذلك، فقد حان الوقت ليعرفوا هم أيضا أن لديهم نصيبا من المسؤولية في ما وقع للرجاء هذا الموسم. لنعد بالذاكرة شيئا ما إلى الوراء، ولنتابع ما الذي كان يحدث، فمع كل نتيجة سلبية للرجاء، وفي الوقت الذي كان فيه جزء من الصحافة المغربية يعري الحقيقة ويضع الأصبع على الداء، كان هؤلاء يخرجون من جحورهم ليوجهوا سهام نقدهم للصحافة وينخرطوا بدورهم في «حفلة» الحديث عن المؤامرات التي تحاك ضد الرجاء وتوجيه الاتهامات للجامعة والحكام، بدل أن يوجهوا نقدهم لمسؤولي الفريق على طريقة تدبيرهم وعلى الأخطاء التي أعادوا ارتكابها، بل إن منهم من تحول بوعي أو بدون وعي قوة احتياطية للمكتب المسير للرجاء يردد ما يقوله مسؤولوه، وهناك من كان يهدد بالويل والثبور كل من يكتب حرفا ضد المكتب المسير للرجاء. لذلك، وبقدر ما كانت رسالة الجمعيات وموقع الأنصار لمنخرطي الرجاء قوية وتتضمن نقاطا مهمة، فإنه من المفروض أن يقول الرجاويون أيضا لبعض أنصارهم كفى من خلط الأوراق وكفى من وضع البيض كله في سلة واحدة، وكفى من افتعال معارك واهية باسم حب الرجاء. إن الجمع العام المقبل للرجاء والذي ينتظر أن يفرز رئيسا جديدا يتولى قيادة الفريق في أهم موسم كروي في تاريخ الكرة المغربية، بما أن الفائز باللقب سيشارك في كأس العالم للأندية، من المفروض أن يكون محطة للنقاش الهادئ والجاد، وليس محطة لتصفية الحسابات الشخصية مع هذا المسير أو ذاك المنخرط، لأنه إذا كان المكتب المسير الحالي قد فشل في مهمته في موسمه الثاني وخرج خاوي الوفاض، فإن من جدد الثقة في الأعضاء أنفسهم دون قيد أو شرط هم المنخرطون الذين عليهم أن يتحملوا مسؤولياتهم كاملة، وهم بعض المحبين الذين يجعلون من أي مكتب مسير عندما يحرز اللقب مقدسا لا يجوز انتقاده.