كما كان متوقعا، فقد شهدت سواحل مدينة طنجة، بعد زوال أمس الجمعة، تدفق العشرات من المهاجرين السريين الأفارقة على شواطئها، بهدف الهجرة سرا نحو سواحل جنوب إسبانيا، مستغلين في ذلك أجواء عيد الفطر، ومباراة المنتخب المغربي أمام نظيره الايراني للقيام بمحاولاتهم الحماعية للهجرة وركوب البحر، اعتقادا منهم بأن قوات خفر السواحل التابعة للبحرية الملكية، والدرك الملكي والأمن الوطني، والسلطات المحلية، سيكونون منشغلين بإحياء اليوم الأول من العيد، أو متابعة مقابلة المنتخب الوطني. هذا، ويتكرر هذا السيناريو في كل مناسبة دينية أو وطنية، وهي الظروف الاستثنائية التي عادة ما يستغلها المهاجرون السريون الموجودين بضواحي طنجة، خاصة بمنطقة بليونش شرق المدينة، أو بالغابة الدبلوماسية من جهة الغرب، بتنسيق مع المافيا وشبكات تهريب البشر التي تنشط بين الضفتين من المتوسط. وحسب السلطات الإسبانية، والمنظمة الدولية للهجرة، فقد نجح ليلة أمس الجمعة، صباح اليوم السبت، 700 مهاجر سري من الوصول بحرا إلى السواحل الإسبانية الجنوبية، كانوا على متن 62 زورقا، بعدما وجدوا في عرض البحر في وضعية حرجة من طرف قوارب النجاة الإسبانية، وذلك قبل أن يتم اسعافهم ونقلهم إلى الموانئ الموجودة بمنطقة الأندلس بالجنوب الإسباني، مضيفة بأن مياه مضيق جبل طارق، لفظت خلال نفس الليلة، جثث 4 مهاجرين غير شرعيين لم تفصح السلطات الإسبانية المختصة عن هوياتهم الحقيقية، موضحة بأنه يجهل مصير وعدد قوارب المهاجرين التي لم تتمكن من الوصول إلى السواحل الإسبانية. جدير ذكره، أن إسبانيا التي استقبلت سواحلها الجنوبية أكثر من 9300 مهاجرا سريا، تعتبر ثالث بوابة أوروبية في استقبال أفواج المهاجرين الغير شرعيين عبر البحر، بعد إيطاليا واليونان.