نظم حزب الاتحاد الدستوري يومي 12 و13 ماي الجاري بمقره المركزي بالدار البيضاء وبتعاون مع المعهد الديمقراطي الوطني الأمريكي (NDI)،النسخة الثالثة من "الماستر كلاس"، حيث تمت استضافة مشاركات ومشاركين شباب من مختلف مدن المملكة، واصلوا على غرار النسختين السابقتين، الاستفادة من برنامج متنوع من خلال ورشات مفتوحة لمناقشة التحديات الاجتماعية الاقتصادية والتحديات السياسية وكذا التحديات التنموية. وفي بادرة هي الأولى من نوعها، قام المشاركون والمشاركات في هذه النسخة، وبشكل جماعي بإدارة الورشات الثلاث التي تم تكوينها وهي ورشة الرؤية الاقتصادية وورشة الرؤية الاجتماعية وورشة النموذج الجهوي، حيث جرت مناقشة الإجراءات التي تضمنتها رؤية الشباب للمغرب الممكن والتي تم التوافق عليها خلال النسختين السابقتين، من أجل إغنائها بمزيد من المقترحات والأفكار، حيث خرج المشاركون والمشاركات ب 50 اقتراحا لتقوية أرضية الشباب للمغرب الممكن، بعد نقاش مستفيض ومعمق ل 50 إجراء، عبر إعادة ترتيب بعض الإجراءات وإضافة إجراءات جديدة، سواء بالنسبة للرؤية الاقتصادية أو الرؤية الاجتماعية أو رؤية النموذج التنموي. ومن المعلوم أن الرؤية الاقتصادية اشتملت على محوري السياسة الضريبية والاستثمار والسياسات البنكية، واللذين تضمنا عددا من الإجراءات من قبيل مراجعة نظام الإعفاءات من الضريبة في بعض القطاعات ومحاربة اقتصاد الريع وتقوية النظام المعلوماتي والرقمنة بالنظام الضريبي والعمل على إحداث مناطق جهوية حرة وترشيد القروض المقاولاتية بالنسبة للشباب، كما تضمنت الرؤية الاجتماعية محاور تتعلق بالتشغيل والصحة والتعليم، حيث تمت إضافة مقترحات جديدة مثل ملاءمة التكوين مع التشغيل وتجديد بعض الحرف التقليدية والتشجيع على عرض برامج جهوية للتشغيل وفتح حوار وطني حول التعليم، والرفع من ميزانية البحث العلمي وخلق مديرية تعنى بالصحة في المجال القروي وتأهيل السياسة الدوائية. أما رؤية نموذج الجهوية فتضمن محورا واحدا شمل مجموعة من الإجراءات كتعزيز الموارد المالية للجهات وتحمل الأحزاب السياسية مسؤولية تأطير وتجويد النخب على المستوى الجهوي وإشراك المجتمع المدني، هذا إضافة إلى مقترحات جديدة مثل الإشراك الحقيقي للقطاع الخاص في التنمية الجهوية وتنازل الإدارات المركزية عن بعض صلاحياتها. وعرفت النسخة الثالثة تنظيم ورشة مفتوحة، أطرها متخصص في مجال التكنولوجيا والتواصل، وجرى خلالها تناول التحديات التي يطرحها التفاعل مع التحولات الكبرى في مجال شبكات التواصل الاجتماعي عبر منصات مختلفة ك "الفايسبوك" و"انستغرام" وغيرهما في سبيل الاستفادة من الإمكانيات التي توفرها هذه الشبكات على مستوى التأطير السياسي والدعاية الانتخابية، والتواصل مع الناخبين وعموم المواطنين، حيث استعرض الأدوات الكفيلة بالوصول إلى أكبر عدد من المتعاطفين والمهتمين والمتتبعين للشأن السياسي والانتخابي على الصعيد الوطني والجهوي والمحلي، وتم تقديم أمثلة من العالم الأزرق مثل "الفايسبوك بوت" و"الفايسبوك بيكسيل" و"الفايسبوك فيديو" و"الإيميل"و"السوشيال فيديو"، مشيرا إلى أمثلة من الخارج كما هو الحال بالنسبة لتفاعل الرئيس الأمريكي السابق أوباما مع العالم الأزرق وتواصله مع المواطنين الأمريكيين وكذا الرئيس الحالي ترامب عبر التويتر، وأيضا الرئيس الفرنسي ماكرون خلال حملته الانتخابية، مؤكدا أن تدبير الأزمات اليوم أصبح يتطلب أدوات تواصلية جديدة، وينبغي على السياسيين بالمغرب التعامل مع هذا المستجد التكنولوجي لسد الفجوة بينهم وبين القاعدة الشعبية. وفي تصريح ل "رسالة 24" أكد عبد اللطيف بلمقدم ،عن لجنة تنظيم "الماستر كلاس"، أن دورات هذه التظاهرة التي شرع الاتحاد الدستوري في تنظيمها بتعاون مع المعهد الديمقراطي الوطني تدخل في إطار انخراط الحزب في النقاش الدائر بشأن مشروع النموذج التنموي الجديد، وكيف يمكن أن يقدم رؤيته الخاصة في هذا الباب، مشيرا إلى أن الاتحاد الدستوري قام بتشكيل خلية تفكير عهد إليها بإعطاء تصور متكامل وشامل لمشروع النموذج التنموي الجديد من منظوره الخاص. وأضاف بلمقدم أن الحزب يعمل على تكوين وتأطير قادة جدد، خاصة أنه يتوفر على أطر وكفاءات مهمة أتاح لها "الماستر كلاس" الفرصة لإظهار مقدراتها الفكرية وخبراتها العملية وأفكارها، مما فرض على الحزب مواكبتها على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي، مضيفا أنه قبل انطلاق دورات "الماستر كلاس" قام الحزب بالتنقيب والبحث عن هذه الكفاءات. النسخة الثالثة من هذه التظاهرة مكنت المشاركات والمشاركين من المساهمة الجدية في تعميق النقاش والخروج برؤية واضحة لما ينبغي عمله بالنسبة لمشروع نموذج تنموي جديد، على أن يواصل حزب الاتحاد الدستوري سلسلة دورات "الماستر كلاس" بعد شهر رمضان.