أماط طبيب متخصص في أمراض النساء وجراحة التوليد، اللثام عن واقع الولادة بالمغرب، حيث كشف في رسالة وجهها إلى وزير الصحة، أن توليد النساء بالمغرب، يعاني من اختلالات كثيرة غالبا ما تكون لها انعكاسات سلبية على حياة النساء أثناء الولادة، وكثيرا ما كانت سببا في نهاية حياتهم، وهذا راجع، حسب زهير لهنا، الطبيب الجراح، إلى نقص حاد في عدد أطباء أمراض النساء والتوليد داخل المستشفيات والمراكز الصحية العمومية، وحتى المتواجدين منهم يكون دورهم مقتصرا فقط على العمل داخل الأوقات الرسمية ولا ينخرطون في دوريات الحراسة. وحسب ما تضمنته رسالة زهير لهنا التي اطلع عليها موقع "رسالة 24″، تجد طبيبا واحد أو إثنين في مقابل التدفق الكبير للنساء يوميا على أسرّة الولادة داخل هذه المستشفيات، فيما لايزال دور الطبيب داخل عيادات الولادة المحلية الخاصة، غير فعال، لأن غالبيتها ما زالت تعتمد على المولدات "القابلات". وقال زهير في رسالته إلى الوزير، إن قبول أن تضع النساء موالدهن في عنابر أو فوق الأسرة داخل مستشفيات مزدحمة دون غرفة أو فريق عمل، يعني القبول بالإشراف السيء، والولادة في ظل ظروف سيئة، كثيرا ما كانت نتيجتها كارثية أدت إلى وفاة الأمهات وأطفالهن. وفيما يتعلق بإنعاش المواليد الجدد، كشف زهير أنه ينبغي إيلاء اهتمام خاص لهذا القطاع الذي يعاني من ذبح يومي داخل المستشفيات التي تتطلب ترقية عاجلة، لأنه من غير المعقول أن يموت الآلاف من الأطفال حديثي الولادة المريضين بسبب نقص أجهزة التنفس والمهارات. ومن جهة أخرى، يضيف زهير لهنا، ينتشر عدد كبير من القابلات في المستشفيات المحلية أو مستشفيات الولادة المحلية، إلا أن أعدادهن تظل قليلة بالمقارنة مع الحالات المتوافدة يوميا على المستشفيات، وهو ما يشكل عبءا عليهن، حيث لا يقمن سوى بأعداد قليلة للغاية من الولادات، أمام الصعوبات التي تعتريهن في مراقبة ومتابعة المرأة والجنين والولادة في أجواء ليست دائما مرضية من الناحية الإنسانية، وهو ما يترتب عنه أخطاء طبية، لكونهن يعملن في جو من الخوف وانعدام الأمن لهن وللمرضى، وكثيرا ما أدى هذا الوضع إلى ارتفاع عدد حالات الوفيات بشكل غير عادي داخل المستشفيات الإقليمية، خصوصا في الأوقات المتأخرة من الليل، عندما يتعلق الأمر بمحاولة إنقاذ الأطفال حديثي الولادة أو الأمهات.