احتفى أفراد الجالية المغربية بمنطقة تورنتو الكبرى، خلال نهاية الأسبوع المنصرم، في أجواء يطبعها الابتهاج والاحتفالية، بالنسخة ال17 من الأيام الثقافية المغربية في أونتاريو، والتي شكلت مناسبة لإبراز التاريخ العريق للمملكة وثقافتها الغنية فوق الأراضي الكندية. وسمحت هذه الأيام الثقافية المغربية، التي نظمت بمبادرة من الجمعية المغربية بتورنتو، لأعضاء الجمعية وللمغتربين المغاربة بالتعريف بالتنوع الثقافي للمملكة وتراثها الحضاري العريق، وكذا بقيم العيش المشترك والحوار بين الثقافتين المغربية والكندية. وبلغت هذه الأيام الثقافية ذروتها من خلال حفل كبير أقيم السبت المنصرم في تورنتو، بحضور القائم بالأعمال في سفارة المغرب في أوتاوا، عبد الله الكاهية، والقنصل العام للمملكة في مونريال، حبيبة الزموري، ووزير الهجرة وشؤون اللاجئين والمواطنة الكندي، أحمد حسين، وشخصيات بارزة كندية وأجنبية من مشارب مختلفة، ونواب فيدراليين ومن المقاطعات، فضلا عن أفراد من الجالية المغربية ومن جاليات أخرى مقيمة في تورنتو. وفي كلمة بالمناسبة، قال الكاهية إن الثقافة تمثل رافعة أساسية لتنمية وتعزيز العلاقات بين المغرب وكندا، مضيف ا أن كلا البلدين فخورين بهويتهما الثقافية ومتشبثين بالحفاظ على تنوع مكوناتها وتعددية روافدها وتعدد الفاعلين فيها. وأكد الكاهية على أهمية الثقافة في تحقيق التقارب بين البلدان، مشيرا إلى أن المملكة تولي أهمية خاصة للدبلوماسية الثقافية، والتي تم تحديد توجهاتها في الرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمشاركين في ندوة سفراء جلالته التي انعقدت بالرباط في 30 غشت من سنة 2013. كما أشار إلى أن الاحتفال السنوي بهذا الحدث في تورنتو يمثل شهادة على الحوار الدائم بين الثقافتين والشعبين المغربي والكندي، مضيفا أن هذه التظاهرة تنسجم مع الدينامية التي تشهدها العلاقات بين البلدين بشكل عام، ومع مقاطعة أونتاريو بشكل خاص. وشدد الدبلوماسي أيضا على الدور الذي تلعبه الجالية المغربية في كندا، والتي تسهم في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون متعدد الأوجه بين البلدين. وتميزت الأمسية بأداء موسيقي رائع لاسيما من قبل المغنية المغربية الشابة سلمى رشيد وأوركسترا سعيد الوزاني. وعلى هامش هذه الأيام الثقافية المغربية، نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية في مونريال لقاء تواصليا حول مدونة الأسرة لفائدة أفراد الجالية المغربية من أجل تمكينهم من فهم أفضل لهذا القانون واستيعاب مقتضياته. ومكن هذا اللقاء، الذي أداره السيد عبد الهادي البطاح، القاضي المشرف على قسم قضاء الأسرة في مديرية الشؤون المدنية بوزارة العدل، المغتربين المغاربة من الاطلاع على معطيات تفصيلية حول هذا القانون وعلى المستجدات التي حملها، وكذا من الحصول على إجابات وافية بشأن المشاكل المرتبطة بمختلف جوانب مدونة الأسرة والتي غالبا ما تعترضهم. كما تم تنظيم قنصلية متنقلة يومي السبت والأحد في تورنتو لتقريب الإدارة من أفراد الجالية المغربية الذين يقيمون بهذه المدينة وبضواحيها وتبسيط مختلف الإجراءات الإدارية وتمكينهم من الخدمات القنصلية في أفضل الظروف.