دعا الباحث محمد تملدو في مداخلة له في الجامعة الخريفية للشبيبة الدستورية التي افتتحت أولى جامعاتها يوم الجمعة 20 شتنبر الجاري بالدار البيضاء إلى القيام بثورة أخلاقية تعيد للحرية قيمتها الانسانية والاجتماعية، من خلال ممارسة مسؤولية تنتهي فيها حدود حرية الفرد حين تبتدئ حرية الآخرين،، مشيرا إلى أن الحرية إما أن تؤخذ كاملة أو لا تؤخد، وعرج "تملدو" في حديثه على الحرية وتمثلاتها أمام اول جامعة خريفية للشبيبة الدستورية ، يحضرها محمد أبيض الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري واعضاء المكتب السياسي للحزب على أن الحرية التي تنبني على المبادرة الإرادية الجماعية تستوفي كل العناصر الداعمة للحرية، مستشهدا بقصة قلم الرصاص الذي أعجز البشرية في تحديه لها بعدم تمكن أي من افرادها من الاستفراد بصنعه، ليخلص إلى أن المشاركة الجماعية الإرادية سبيل للإبداع والابتكار التي تحول دون الزيغ بالحرية نحو الفوضى الخلاقة أو ما سماها محمد تملدو بالحرية التدميرية المبنية على الفردانية اللامسؤولة في السلوك والممارسة . وشدد محمد ضريف الأستاذ الباحث في الجماعات الاسلامية، على ضرورة تأطير مفهوم الحرية وربطها بالمسؤولية حتى لا تصير الحرية سبيلا للفوضى.والحيلولة دون توظيفها سياسويا.مشيرا إلى أن الحرية المطلقة، لا توجد إلا في الغابة ، مبرزا أن كل ما يقال عن الحرية والحقوق ، مرتبط بشروط موضوعية ينبغي أن يعمل الجميع على توفيرها. وتحدث الشاب أنس يقين الذي يطوف المغرب مشيا على الأقدام لقطع مسافة خمسة آلاف كيلومتر عن تجربته"ماشي ماشي" التي تحولت من فكرة كرتونية إلى حقيقة واقعية، يمارس اختياره مشيا على الأقدام، مستمتعا بالحرية الكاملة في هذا الاختيار، مستغلا طوافه هذا بإنجازه أعمالا فنية وهو المسار الذي اختاره في حياته ويدافع عنه بقوة وقناعة. وأبرز الفنان أمير الرواني، مخرج سلسلة"الكوبل"تجربته الفنية في سلسلة "الكوبل" التي أبدع فيها بكل حرية حسب تعبيره، والتي شخصها كل من الفنان حسن الغد والفنانة دنيا بوطازوت. وألقى عثمان الشريف العلمي ،الفاعل في القطاع السياحي ، مداخلة في "الحرية الاقتصادية". وتستمر اشغال الجامعة الخريفية للشبيبة الدستورية على مدى ثلاثة أيام، يلتئم فيها أكثر من 400 مشارك، يمثلون مختلف جهات المغرب بينهم أعضاء المجلس الوطني والمكتب الوطني لمنظمة الشبيبة الدستورية، شاركوا في أربع ورشات للتكوين ، حيث تابع الشباب الدستوري بمركز الاستقبال "بنسودة" بابن مسيك بالدار البيضاء، ورشات المعهد الوطني الديمقراطي الأمريكي ومؤسسة "فريدريش نومان للحرية" و"تيزي المغرب (مبادرة طارق بن زياد، إضافة إلى المكتب الوطني لمنظمة الشبيبة الدستورية. ويبدو أن الشبيبة الدستورية في طبعتها الجديدة، عازمة على الانخراط بقوة في الحياة الوطنية من خلال إصرارها على التأطير والتكوين بناء على وضعها لاستراتيجية مستقبلية تروم تكوين نواد في الجهات والأقاليم والأحياء نهجا لسياسة القرب التي تفرضها المرحلة ، وذلك لتمكين الشباب المغربي من فرص في التكوين والتأطير وإدماجه في الحياة العامة وبالتالي تمكين المعلومة الصحيحة من الوصول إليه، وتنبيهه إلى خطورة ممارسة الحرية الفجة التي لا تعتمد على ضوابط المسؤولية، مما يزيغ بهذا النوع من الحرية عن سكتها النبيلة التي تنبني على القيم الحضارية الأصيلة للبشرية، وهو ما قد يشجع على الفوضى المدمرة للذات وللمجتمع ككل. هذا ما تسعى الشبيبة الدستورية إلى تلقينه لشبابها وللمجتمع المغربي عموما، من خلال تنظيمها للجامعة الخريفية الأولى التي استهلت بها أنشطتها الاشعاعية الكبرى بعد عقد مؤتمرها الوطني الثاني في نهاية شهر يونيو من العام الجاري الذي انتخب أنور الزين كاتبا وطنيا في أول انتخابات حرة ونزيهة شهدتها منظمة الشبيبة الدستورية على مدى ربع قرن من تأسيسها.