دقت عدد من جمعيات المجتمع المدني بطنجة، ناقوس الخطر حول الأضرار البيئية الخطيرة التي أصبحت تهدد حياة ساكنة أحياء بئر الغازي، الشجيرات، الوداية، الكمبورية، وحي اظهر الحداد، الواقعة بالنفوذ الترابي لمقاطعة بني مكادة، وذلك بسبب تواجد معمل للأجور وسط التجمعات السكنية، مما انعكس سلبا على صحتهم التي تتدهور بشكل تدريجي نحو الأسوأ جراء الهواء الملوث المستنشق الناتج عن كثافة الأدخنة، التي تسبب في ظهور عدة أمراض مزمنة لم تكن معروفة فقي صفوفهم تتعلق بضيق التنفس المصحوب بدوار في الرأس وحالات تقيؤ حاد والربو والحساسية الجلدية، خصوصا لدى الأطفال وكبار السن،تجعل من الاستمرار في العيش جوار المصنع أمرا مستحيلا، حسب تصريحات الساكنة، بعدما أصبحت أجواء المنطقة محاصرة بكتل من سحب الدخان السوداء الكثيفة والسامة المنتشرة بسمائها. وأكدت إحدى الأسر المتضررة في تصريحها ل "رسالة24" ، بأنهم أصبوا يستعملون وأبنائهم الكمامات داخل البيوت المحاورة للمعمل الجهنمي لتفادي إصابتهم بالعدوى نتيجة استنشاق الهواء الملوث، وذلك بسبب ما تنفثه مداخنه العملاقة التي نصبت داخل الحي الآهل بالسكان، من مواد كيماوية خطيرة مجهولة التركيب على مدار اليوم، حيث يخشى انطلاقا من طبيعة، ورائحة، ولون الدخان الملوث المنبعث من هذه المداخن، أن تكون هناك انبعاثات لمواد كيماوية قد تكون مسرطنة، مشيرة بأن العديد من الأسر ومن ضمنهم مهاجرون بالخارج أصبحوا يفكرون جديا في هجرة المنطقة وبيع عقاراتهم التي تعبوا كثيرا في الحصول عليها ببلاد المهجر. وكان المتضررون، قد تقدموا شهر نونبر الماضي، بعدة شكايات إلى الجهات المعنية في الموضوع يطالبون فيها من المسؤولين التدخل العاجل من أجل رفع الضرر عنهم، ومحاسبة الجهات التي تقف وراء تحويل حياتهم إلى جحيم يومي حقيقي لا يطاق، جراء استمرار تواجد هذه القنبلة البيئية الموقوتة في قلب الأحياء المذكورة، وما ينتج عن ذلك من تلوث بيئي وتهديد مباشر للصحة العامة بسبب التسربات الدخانية السامة والخطيرة، فضلا عما ينتج عن ذلك من أضرار مادية موازية تتجلى في تشويه واجهات المنازل التي تغير لونها نحو السواد نتيجة انبعاث غبار أسود غامض من المصنع المذكورة، والتي تستمر في إغراق المنطقة بالتلوث رغم وجود دفاتر للتحملات ينص صراحة على منع كل النشاطات الملوثة داخل وجوار التجمعات السكنية، حيث أن القانون يفرض على هذه الوحدات الإنتاجية إزالة جميع مسببات ونتائج التلوث التي حولت الهواء إلى مستودع لنفاياتها الصناعية السامة. من جهتها، عقدت مؤخرا 14 جمعية مدنية عاملة بأحياء العوامة الشرقية والغربية، وبني مكادة، اجتماعا طارئا لتدارس الانعكاسات السلبية لتواجد معمل للأجور وسط الأحياء المذكورة، والوقوف على الأضرار المادية والمعنوية والبيئية والصحية الخطيرة الناجمة عن الدخان الأسود الكثيف لهذا المصنع، والبحث عن آليات التصدي له وتنبيه المسؤولين المحليين لأضراره الخطيرة المباشرة على صحة المواطنين. وتقرر في هذا اللقاء الذي توج بتوقيع بيان رسمي، توجيه عدة شكايات للمعنيين بالأمر، تشكيل لجنة تضم جميع الجمعيات المدنية التي حضرت اللقاء للتحسيس بأضرار المصنع على سلامة الساكنة، والتواصل مع السلطات المنتخبة والمحلية في الموضوع، كما شدد بيان الجمعيات المعنية إلى اللجوء إلى كافة الوسائل القانونية والمشروعة للتصدي لهذا الخطر الحادق الذي أصبح يهدد حياة وصحة واستقرار الساكنة المتضررة من تواجده، بما فيها اللجوء إلى القضاء لدى الحاكم المختصة في مواجهة صاحب المصنع بحثا عن الإنصاف و رفع الضرر، وتنظيم وقفات احتجاجية واعتصامات مفتوحة أمامه.