أكد المشاركون في أشغال المنتدى المغربي – الهندي الأول للسياحة، الذي افتتحت فعالياته اليوم الاثنين في الدارالبيضاء، عزم البلدين معا على تعزيز تعاونهما في قطاع السياحة، بالنظر للفرص الاقتصادية الهائلة التي يوفرها، وأهميته في التقارب بين ثقافتين عريقتين. وأجمعوا على أن العلاقات بين البلدين، التي تعود إلى عهد الرحالة ابن بطوطة، "تشهده وتيرة متسارعة " منذ الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2015، إلى نيودلهي، حيث حضر جلالته القمة الهندية الأفريقية، مبرزين أن المغرب والهند يتقاسمان العديد من النقاط المشتركة ويوفران فرصا اقتصادية هائلة للاستغلال خاصة في قطاع السياحة. وفي كلمة له، نوه محمد ساجد وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي بالمستوى الجيد للعلاقات بين البلدين، مؤكدا على أهمية تعزيز هذه المكتسبات، وخاصة من خلال تطوير التعاون في المجال السياحي. وفي هذا السياق، أعلن ساجد أن المكتب الوطني المغربي للسياحة يستعد لافتتاح أول مكتب تمثيلي له في نيودلهي من أجل تعزيز الوجهة المغربية والمساعدة على تدعيم التعاون الثنائي في قطاع استراتيجي لاقتصاديات البلدين. كما أشار الوزير إلى أن المفاوضات وصلت إلى مرحلة متقدمة في أفق إطلاق خط جوي مباشر بين البلدين، مرحبا بالتواجد الواسع لمهنيين السياحة فى هذا المنتدى الاول، "الذي يهدف إلى تمهيد الطريق أمام إقامة شراكات دائمة بين المنعشين في القطاع السياحي المغاربة ونظرائهم من الهند". وبعد أن دعا إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية والسمو بها إلى مستوى العلاقات السياسية والتاريخية الثنائية الممتازة بين المغرب والهند، أكد ساجد أن البلدين يتدارسان أيضا إمكانية إلغاء التأشيرات في أفق بناء نموذج لتعاون اقتصادى قوي، وتطوير تحالف استراتيجي في المجال التجاري. من جانبها، أبرزت سفيرة الهند في المغرب، السيدة خيا بهاتشاريا، العديد من الجوانب الاقتصادية المشتركة بين المغرب والهند، معربة عن استعداد بلادها لفتح مكتب سياحي في المغرب لتعزيز التدفقات السياحية بين البلدين ، اللذين ستوفران على إمكانيات هائلة في هذا القطاع. وأكدت أن المغرب يعد وجهة جذابة جدا للهنود، حيث يختار العديد من منتجي الأفلام في استديوهات بوليوود تصوير إنتاجاتهم السينمائية، مشيرة إلى أن المملكة "ستنظم قريبا أسبوعا ثقافيا في نيودلهي، حيث سيعرض الحرفيون المغاربة مهارتهم، ليعرفوا الهنود بالعديد من جوانب الحضارة المغربية العريقة". و بعد أن أشارت إلى التنوع الذي يتميز به العرض السياحي المغربي، دعت السيدة بهاتشاريا إلى إقامة علاقات اقتصادية قوية مع المغرب ،الذي يتمتع بموقع جغرافي استراتيجي، واستقرار سياسي واقتصادي محفزان على الاستثمار، وخاصة في القطاع السياحي. حضر الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدى لمياء بوطالب، كاتبة الدولة المكلفة بالسياحة، ومهنيو القطاع في كلا البلدين، فضلا عن جمعيات الصداقة المغربية الهندية.