خرج عمال مناجم الفحم الحجري التقليدي، بمدينة جرادة، أمس الأحد، بملابس عملهم حاملين مصاحف ونعشين، وكذا قطعة خبز كتعبير عن "الخبز الأسود" الذي يدفعهم للتضحية بحياتهم مقابل توفير لقمة العيش لأسرهم، مطالبين الجهات المعنية بتلبية مطالبهم المتمثلة في إيجاد بديل اقتصادي وإخراج المنطقة من الفقر عبر خلق مشاريع مدرة للدخل وتشغيل المعطلين، وذلك في إطار استمرار المسيرات الاحتجاجية التي انطلقت قبل 10 أيام إثر مصرع شخصين في بئر عشوائي للفحم الحجري. من جهته، قال والي جهة الشرق، عامل عمالة وجدة أنجاد معاذ الجامعي، عقب لقاء تواصلي عقد مع فعاليات المجتمع المدني بالإقليم، أول أمس السبت بمقر عمالة إقليمجرادة، وبشراكة مع ولاية الجهة، أن نداء جرادة وصل وأن الحكومة ستتعامل مع مطالب ساكنها بالشكل الأنسب، وأن سلسلة اللقاءات التواصلية التي نظمت، مع ممثلي الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والمنتخبين، كانت مناسبة للإنصات المثمر لانتظارات مختلف شرائح المجتمع، وذلك في أفق معالجتها في القريب العاجل، على الصعيد المركزي، وإطلاق مخططات تنموية واعدة للنهوض بالإقليم. وأشاد الوالي بالطابع السلمي للاحتجاجات، مبرزا أن الحوار مفتوح مع الجميع بغرض التوصل إلى الحلول الناجعة والكفيلة بتحقيق نهضة تنموية بالإقليم، كما لفت نظر الحاضرين إلى أن استحداث أنشطة اقتصادية بديلة وتبني نموذج اقتصادي جديد بالإقليم يقتضي مواكبة الساكنة للانخراط في مسلسل التغيير المنشود. وخلال اللقاء التواصلي، قدمت فعاليات من المجتمع المدني بالإقليم، قائمة مطالب مستعجلة تمثلت أساسا في إيجاد بديل اقتصادي يحقق شروط التنمية وينهض بأوضاع الساكنة، وتقنين العمل في المناجم وتأمين سلامة العمال، ومجموعة من المطالب الاجتماعية.