على الرغم من مسابقة رجال السلطة في جهة الشرق الزمن لتطويق دائرة الاحتجاجات، التي اندلعت منذ أزيد من أسبوع، للمطالبة ببديل اقتصادي، ألهبها سقوط "شهيدي الفحم"، فإن المحتجين لايزالون عازمين على النزول إلى شوارع جرادة للاحتجاج، اليوم الأحد. مصادر من النشطاء في حراك مدينة جرادة أكدت ل"اليوم24" أن المتظاهرين عازمون على مواصلة موجة احتجاجاتهم، وأضافت أن، يوم الجمعة الماضي، شهد نزول آلاف المتظاهرين، إذ أغرقوا شوراع المدينة. وأشارت المصادر ذاتها أن المتظاهرين قرروا النزول للاحتجاج، اليوم الأحد، بلباس عمال "الساندريات"، الذين يجابهون الموت في آبار الفحم الحجري لاقتلاع لقمة تسد رمقهم، في ظل غياب بديل اقتصادي يغنيهم عن المقامرة بأعمارهم. وعلى الرغم من أن والي جهة الشرق، معاذ الجامعي، وعامل إقليمجرادة، مبروك ثابت، اجتمعا، مساء أمس السبت، مع ممثلي الأحزاب السياسية والمجتمع المدني، والمنتخبين، للانصات لانتظارات مختلف شرائح المجتمع، وتطميناتهم بمعالجة الوضع بشكل عاجل على الصعيد المركزي، وإطلاق مخططات تنموية واعدة للنهوض بالإقليم، إلا أن هذه التصريحات لم تطفئ بعد نار الغضب، المتأجج في المنطقة. وقدمت فعاليات من المجتمع المدني في الإقليم، خلال اللقاء التواصلي مع المسؤولين في المنطقة، قائمة مطالب مستعجلة، تمثلت أساسا في إيجاد بديل اقتصادي يحقق شروط التنمية، وينهض بأوضاع السكان، وتقنين العمل في المناجم، وتأمين سلامة العمال، إضافة إلى عدد من المطالب الاجتماعية.