بعدما فجر سقوط "شهيدي الفحم" الاحتجاجات في إقليمجرادة، التي تجاوزت أسبوعها الأول، يستعد شباب المدينة للنزول، مجددا، للتظاهر من أجل "بديل اقتصادي"، يغني عمال آبار الفحم الحجري عن مجابهة الموت بحثا عن لقمة عيش في عمق 80 مترا تحت سطح الأرض. واختار شباب جرادة النزول إلى الاحتجاج، أمس الأحد، متشبهين بعمال "الساندريات"، الذين يشكلون جزءا مهما من سكان المدينة، ملونين وجوههم بالفحم، بأشكال إبداعية، للفت الانتباه إلى معاناة رواد واحدة من أخطر المهن. وعلى الرغم من أن رجال السلطة في جهة الشرق سابقوا الزمن من أجل تطويق دائرة الاحتجاجات، إلا أن المحتجين يتوافدون على وسط مدينة جرادة، قادمين إليها من الأحواز، للمشاركة في التظاهر. وعلى الرغم من أن والي جهة الشرق، معاذ الجامعي، وعامل الإقليم، مبروك ثابت، اجتمعا، مساء السبت، مع ممثلي الأحزاب السياسية، والمجتمع المدني، والمنتخبين، للانصات إلى مطالب مختلف شرائح المجتمع، وطمأنتهم بمعالجة الوضع بشكل عاجل على الصعيد المركزي، وإطلاق مخططات تنموية واعدة للنهوض بالإقليم، إلا أن هذه التصريحات لم تطفئ بعد نار الغضب، المتأجج في المنطقة. وقدمت فعاليات من المجتمع المدني في الإقليم، خلال اللقاء التواصلي مع المسؤولين في المنطقة، قائمة مطالب مستعجلة، تمثلت أساسا في إيجاد بديل اقتصادي يحقق شروط التنمية، وينهض بأوضاع السكان، وتقنين العمل في المناجم، وتأمين سلامة العمال، إضافة إلى عدد من المطالب الاجتماعية.